لم تمر الخرجة الإعلامية الأخيرة لرئيس الوداد الرياضي، سعيد الناصيري كما مرت سابقاتها، حينما لم يسعفه دهاؤه في المرواغة واعترف أخيرا، و"الاعتراف سيد الأدلة" بأن "الإعانات المالية التي كان يتلقاها طيلة المدة السابقة من البعض دون أن يسميهم جلبت له متاعب شخصية، وهو ذات السبب الذي أبعده عن تدبير شؤون القلعة الحمراء وأثرت على مردودها ونتائجها". سعيد الناصيري الذي يرتدي أكثر من قبعة داخل مضمار الرياضة والسياسة، وهو المحسوب على حزب الأصالة والمعاصرة، طُرح إسمه في ملف أكبر إمبراطور للمخدرات في تاريخ القارة الإفريقية، القابع بسجن الجديدة بالمغرب منذ 2019 بعد توقيفه بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء بناء على مذكرة بحث دولية، الشخص الموقوف أدلى بمعطيات خطيرة وفق ما نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية"، اتهم أكثر من اسم في عالم السياسية، باستغلال فرصة تواجده بالسجن من أجل الاستيلاء على أوعية عقارية وإقامات سكنية وفيلات فاخرة، باستعمال طرق ملتوية.
واستمعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء لرئيس نادي الوداد الرياضي والقيادي في حزب "الجرار" سعيد الناصيري، كما تم منع 11 شخصا من مغادرة التراب الوطني على خلفية الملف المذكور، ورجح أن يكون رئيس الوداد من بين الذين تم اتخاذ القرار في حقهم.
رئيس الوداد ليس وحده من يقع في دائرة الاتهام والمتابعة القضائية. فسجل رئاسة الفرق الرياضية بالمغرب، يحفل ب"أسماء عديدة" مواضبة على زيارة مراكز الشرطة وقاعلت المحاكم بمختلف دراجاتها. على سبيل المثال لا الحصر هناك غريم الوداد، نادي الرجاء، الذي بات رئيسه صاحب المقعد الرلماني الفاخر عن حزب الأحرار، محمد بودريقة، ضيفا على فرق الضابطة القضائية، حيث سبق لها التوجه إلى منزله لإحضاره "بالقوة"، للمثول أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء.
السجن لا يعني التوقف عن تدبير شؤون الفرق..
القضاء الإذن بتمكين البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، المعتقل ورئيس أولمبيك آسفي محمد الحيداوي، من المصادقة على توقيعه المتعلق بوثيقة التفويض الرسمي، لحكيم رويكة نيابة عنه في مهامه المتعلقة بتسيير نادي أولمبيك أسفي لكرة القدم. ويتابع رئيس الفريق بتهم "محاولة النصب وبيع تذاكر المباريات بسعر أعلى، وبيع تذاكر المباريات بدون ترخيص، والمشاركة في النصب".
هذه نماذج صارخة للدرك الأسفل من عدم تخليق الحياة الرياضية، والبناء على المكتسبات التي تحققت، فكل ما خطى المغرب إلى الأمام، يرجع خطوات إلى الوراء من حيث لا يدري، فقد ظلت كرة القدم، باعتبارها أحد أكثر الرياضات شهرة وشعبية وتسييساً في العالم، "خزاناً جماهيرياً" لا ينفذ، لذلك يراهن عليه السياسيون، ويتنافسون على كسب وده، واستغلال تأثيره. ربما للإفلات والهروب من المحاسبة، وأدى هذا الاستغلال السياسي للرياضة إلى أن تفقد الرياضة، كحاملة مجموعة من القيم النبيلة، جوهرها وعمقها.