يزور وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس بالمغرب بداية من الأربعاء المقبل، في أول زيارة رسمية له، سيلتقي خلالها مع نظيره وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإسباني في وقت تعيش العلاقات بين إسبانيا والمغرب دفئا خاصا بعد أن غيرت مدريد في مارس 2022 سياستها تجاه الوحدة الترابية المغربية دفاعا عن مقترح الحكم الذاتي.
في هذا الصدد، أكد الخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد أن الزيارة تأتي في إطار الديناميكية السياسية الإيجابية التي تشهدها العلاقات المغربية الإسبانية، خاصة بعد إعادة تنصيب سانشيز رئيسا للحكومة الإسبانية وتجديد الثقة السياسية في خوسيه مانويل ألباريس في منصب وزير الشؤون الخارجية الإسباني.
وأضاف معتضد، في تصريح خص به "الأيام 24″، أن هذا التنقل سيدفع بالعلاقات السياسية والدبلوماسية بين الرباطومدريد إلى مزيد من التنسيق الاستراتيجي، والعمل على الاستمرار في تنزيل وجهات النظر المشتركة بين البلدين وفريقي الحكومتين، خاصة وأن العديد من المؤسسات السياسية والعامة لكل من الجاريين يستعدان لإطلاق مجموعة من المشاريع المشتركة ذات الإهتمام المتبادل.
وشدد معتضد على أن ألباريس سيعمل أيضا على وضع الأسس الأولى للزيارة المرتقبة لرئيس حكومته، خاصة أن هناك العديد من التقارير التي تشير إلى إستعداد رئيس الحكومة الإسباني سانشيز للقيام بزيارة عمل للمغرب من أجل تجديد الدعم الكامل للتوجه السياسي الإسباني لبناء علاقات إسبانية مغربية قوية تحترم التوجهات الاستراتيجية و السيادية للبلدين.
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن هناك ملفات ومشاريع مشتركة تنتظر التأشير من قيادة البلدين، مشيرا إلى هذه الزيارة تعتبر حلقة من الحلقات التي ستسرع مسلسل هذه التأشيرات السياسية من أجل الإستمرار في إنزال خارطة الطريق المتفق عليها بين الرباطومدريد منذ الزيارة التاريخية لرئيس الحكومة الإسبانية للقصر الملكي بالرباط السنة الماضية. وسجل المتحدث ذاته أن ألباريس سيكون أمام فرصة إضافية لإثبات جدارته السياسية في تولي منصب وزارة الخارجية الإسبانية، خاصة وأن ارتفاع أسهمه السياسية في بورصة مدريد الحكومية كانت نتيجة قيادته لفترة الدفع بالعلاقات المغربية الإسبانية للخروج من مرحلة سوء الفهم الكبير الذي طغى على مناخ العلاقات الثنائية بين البلدين قبل تغيير مدريد سياستها تجاه الوحدة الترابية المغربية دفاعا عن مقترح الحكم الذاتي.