بعد الجدل الذي لم تخبو وتيرته بعد نتيجة دفن الأطفال المغاربة الأربعة الذين ذهبوا ضحية عملية انتحارية لوالدهم، وفق الشعائر المسيحية، تم صباح اليوم الجمعة بمدينة كومو الايطالية إعداد جثمان الأب وفق الشعائر الإسلامية في انتظار نقله إلى المغرب في الساعات القليلة القادمة حتى يدفن هناك. وكانت مراسيم جنازة الأب المغربي وأبنائه الأربعة الذين لقوا حتفهم يوم الجمعة الماضي إثر قيام الأب بإضرام النار في بيته، تحولت إلى لغز كبير يستعصي حله، بعدما قررت السلطات الإيطالية منح تصريح دفن أبنائها بعدما تقدمت بطلب في الموضوع.
وشكل قيام الأم المغربية ، لوبنا ، 43 سنة، بتقديم طلب بدفن أبنائها مفاجاة للسلطات الإيطالية نفسها، باعتبار أنها كانت تتواجد في وضعية خاصة تخضع على إثرها للعلاج بعدما كان قاضي الأسرة بكومو قد أمر بإبعادها عن أبنائها، وبعد أخذ ورد بين المسؤولين الإيطاليين وباستشارة مع الأطباء المشرفين على علاجها تم منح حق دفن الأطفال لأمهم.
واختارت المهاجرة المغربية لوبنا م. أن يدفن أطفالها وفق تعاليم الكنيسة الإنجيلية التي تنتمي إليها هي وزوجها منذ سنوات عديدة، وفق معلومات نشرها موقع "مغاربة إيطاليا" من مدينة كومو، حيث كان الأب إلى وقت قريب حريصا بنفسه على مرافقة أبنائه إلى مقر الطائفة المسيحية الإنجيلية المعروفة باستقطابها للمهاجرين من مختلف الجنسيات.
وكما كان انتحار المهاجر المغربي فيصل هيطوط، 49 سنة، محل جدل كبير وعن المسؤول فيما حدث للأسرة المغربية، تحولت جنازة الأطفال المغاربة إلى لغز محير، قد يصعب التوصل إلى حله في القريب العاجل، ففي إطار احترام خصوصية الأم قد لا يتم الكشف عن حقيقة وضعها الصحي، وكيف أمكن منحها حق دفن أطفالها بالرغم من أن قاضيا أمر بإبعادها عنهم قيد حياتهم، ثم لماذا لم تتقدم بطلب لدفن زوجها رفقة أبنائه، وهل فعلا أن تعاليم الإنجيلية منعتها من ذلك ما دام انه مات منتحرا وأنه "شيطان" كما قال أحد أعضاء الطائفة المسيحية للصحفيين أمام الكنيسة.
للإشارة فإن السلطات القنصلية المغربية بميلانو بادرت بالإتصال بالسلطات المحلية بكومو بصفة رسمية منذ الساعات الأولى من وقوع الفاجعة، وتقدمت بطلب رسمي بنقل جثامين أفراد الأسرة المغربية وفق طلب تقدمت به أم الأب (جدة الاطفال) في المغرب، إلا أن تقدم الأم بطلبها جعل السلطات المحلية بكومو تتراجع عن موافقتها المبدئية التي عبرت عنها للمصالح القنصلية ولم تتم إلا على نقل جثمان الأب مادام أن زوجته لم تتقدم بطلب لدفنه.