بات ال25 من أكتوبر 2023 تاريخا راسخا في ذاكرة وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة العربية بغزة، الذي فقد أسرته الصغيرة وأفرادا آخرين من عائلته إثر قصف قوي شاءت الأقدار أن يسقط بمخيمات "النصيرات"، إذ رفعت بعد هذه الواقعة المؤلمة عدة فرضيات حول ما إذا كان الاحتلال الإسرائيلي له نية قتل مراسل قناة الجزيرة العربية في القطاع المكلوم. هذه الفرضية لم ينفها وائل الدحدوح، الذي أكد في حديثه مع "الأيام 24" أن الاحتلال كانت له نية قتله وقتل عائلته وأقاربه مع سبق الإصرار والترصد، مبينا أن هذه السياسة تنهجها إسرائيل منذ مدة تجاه الصحفيين الفلسطينيين.
وأوضح وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة بقطاع غزة، أنه "في نهاية المطاف تبقى أسرتي جزءا من الأسر التي قتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا أن "آلاف المواطنين من بينهم بعض الأسر شطبوا من السجل المدني، وأن الاحتلال تجاوز كل خطوط الحمراء ودمر كل المباني والمنشآت".
وأضاف الدحدوح، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "أحد الصحفيين الإسرائيليين تحدث بشكل واضح، قائلا "نحن نعرف الأهداف التي نريد أن نصل إليها"، وأن هدفنا اليوم هو أسرة مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، وهذا أمر متوقع لا نستبعده لأن الاحتلال دائما ينهج هذه السياسة في حق الصحافيين".
وتابع المتحدث عينه أنه "ربما جيش الاحتلال الإسرائيلي أراد أن يوقف تغطية وائل الدحدوح، ولكن أكبر رسالة وإجابة على هذا الموضوع هي أنه رغم هذا الجرح والعذاب الداخلي عدت إلى تغطية أحداث ومجازر غزة بعدما دفنت عائلتي".
وشدد الدحدوح على أن هذا "واجب كنت ملزما به في هذه اللحظة التاريخية التي يمر بها الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وهي لحظة وفاء لزوجتي وإبني وإبنتي وحفيدي، وأيضا لزملائي الصحافيين الذين استشهدوا حيث وصل عددهم حاليا إلى 35 قتيلا".