ط.غ هل يذوب تعيين سميرة سيطايل، سفيرة للملكة لدى فرنسا، جليد الخلاف بين الرباطوباريس؟، سؤال يطرح وبإلحاح بعد تعيين "سيدة دوزيم القوية"، واعتبار التعيين، حدثا مفاجئا، كون الصحافية، التي أمضت معظم حياتها المهنية مديرة للأخبار في القناة التلفزيونية العامة الثانية في المغرب، لم تشغل قط أي منصب سياسي أو دبلوماسي.
وتساءلت "لوموند" الفرنسية، هل يُعلن تعيين سميرة سيطايل عن بدء ذوبان الجليد بين البلدين، اللذين تمر علاقاتهما بأزمة عميقة منذ أكثر من عامين. موضحة، أن تعيين السيدة سيطايل يضع حداً لشغور في منصب سفير المغرب لدى باريس استمر منذ يناير الماضي.
كما أنه يأتي أيضًا بعد أسبوعين من تقديم كريستوف لوكوتييه، السفير الفرنسي لدى المغرب، أوراق اعتماده للعاهل المغربي محمد السادس، يوم الرابع من أكتوبر الجاري، بعد مرور عام تقريبًا على تعيينه، والذي تبعته زيارة وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير إلى مراكش من 11 إلى 13 أكتوبر الجاري في إطار الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي تباحث خلالها مع رئيس الحكومة المغربية.
ونقلت "لوموند" عن "مراقب مغربي" قوله: "نحن في تسلسل جديد، حيث تتوالى الإشارات الإيجابية للغاية على جميع المستويات".
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كان المغرب ممثلا في مدريد بسفيرة، كما كان الحال في لندن وواشنطن، فهذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة منصب سفير المملكة لدى باريس، والتي تعتبر من أهم السفارات في شبكة المغرب الدبلوماسية.
لكن المعطى الجديد- تتابع لوموند- يكمن قبل كل شيء في مسيرة سميرة سيطايل. فهي ولدت في فرنسا وأكملت كل تعليمها في منطقة باريس. وتنقل الصحيفة عن الصحافية نادية لارغيت المقربة من السيدة سيطايل، قولها: "تعيين سيدة سفيرة للمغرب لدى فرنسا هو لفتة قوية. إنها تعرف المغرب وفرنسا ولديها كل الأوراق للمساهمة في التهدئة بين البلدين، خاصة أنها فرنسية مغربية".
أسست سميرة سيطايل، المقيمة في باريس، حيث يشغل زوجها منصب سفير المغرب لدى اليونسكو، شركتها الاستشارية في مجال الاتصال منذ بضعة أشهر، تُشير "لوموند"، موضّحة إلى أن هذه الأخيرة غير معروفة في فرنسا، لكنّها اكتسبت مؤخرا بعض السمعة بعد ظهورها على قناة BFM-TV الفرنسية ذائعة الصيت عقب الزلزال الذي وقع في الثامن من شهر شتنبر في منطقة مراكش، وقالت سيطايل، حينها: "من الخطير للغاية أن نقول إن المغرب يرفض المساعدة من دولة ما، بل إن ذلك يمثل دعوة للتمرد من قبل المواطنين المغاربة.. المغرب هو دولة ذات سيادة". وقد لاقى احتجاجها هذا ترحيبا واسعاً في الإعلام المغربي وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في أوج أزمة دبلوماسية بين المغرب وفرنسا.