قلَّل عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من شأن الخطوة التي أقدم عليها الوزير الأسبق والقيادي في الحزب عبد القادر اعمارة والمتمثلة في فك ارتباطه بالتنظيم ذي المرجعية الإسلامية. وفي أول حديث له عن هذا الموضوع، قال ابن كيران في تصريح ل"الأيام 24″ إن "العمل الحزبي تطوعي"، مضيفا: "من أراد مواصلة الاشتغال فمرحبا به، ومن لم يشأ ذلك فليغادر.. له ذلك".
وأكد ابن كيران أن "البيجيدي" لم يتوصل بعدُ من اعمارة بأي وثيقة تؤكد استقالته بشكل رسمي من الحزب، لافتا إلى أنه علم بها اليوم الإثنين شأنه في ذلك شأن الرأي العام، من خلال التدوينة التي نشرها المعني بالأمر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ورفض الأمين العام ل"المصباح" ضمن حديثه مع "الأيام 24″ الخوض في مدى تأثير هذه الاستقالة وما قد تستتبعها من خطوات مماثلة على البيت الداخلي للحزب، كما تحفَّظ على التعليق على ردود الأفعال المثارة بشأن بلاغ الأمانة العامة للحزب الصادر مساء أمس الأحد، والذي ربط وقوع زلزال الحوز ب"المعاصي والذنوب".
ابن كيران، تحاشى التحدث في هذا الموضوع الذي أحدث رجة حقيقية داخل الحزب وأثار غضب عدد من القيادات التي انبرى طيف منها إلى انتقاده، قائلا: "لا تعليق لديّ، انتهى الكلام".
وفي وقت سابق من يومه الإثنين، أعلن عبد القادر اعمارة عن استقالته من العدالة والتنمية، ضمن منشور على صفجته ب"فيسبوك"، جاء فيه: "بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة و التنمية، فإني أعلن عن استقالتي من الحزب و كل هيآته منذ هذه اللحظة".
وكان اعمارة قد شغل إبان حكومتي عبد الإله بنكيران الأولى والثانية منصب وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة بين 2012 و2013، ثم منصب وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة من 2013 إلى 2016.
وخلال تولي سعد الدين العثماني رئاسة الحكومة عام 2017، كان اعمارة أيضا حاضرا في تشكيلتها، إذ حمل حقيبة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء.
وتولى اعمارة مسؤولية مالية الحزب لسنوات طويلة، ولقد ظل مكلفا بهذه المهمة بعد عودة ابن كيران إلى تولي ناصية الحزب الإسلامي شهر أكتوبر من عام 2021 بالرغم من أنه محسوب على "تيار الاستوزار" الذي لا ينظر إليه الأمين العام للعدالة والتنمية بعين الرضا.
ولم يكشف الوزير الأسبق عن أسباب استقالته من الحزب، رغم أنه توارى عن الأنظار منذ الهزيمة التي مني به "الإخوان" في انتخابات 8 شتنبر، لكن تزامن قراره مع ما صدر عن الأمانة العامة للحزب بخصوص أسباب الزلزال، يؤكد أنه غير راض عن الموقف المعلن عنه.
وجاء في بلاغ الأمانة العامة المثير: "من معاني الرجوع إلى الله ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا".
واعتبرت الأمانة العامة وهي تفسر أساب الزلزال الذي ضرب بعض مناطق المملكة في ليلة ال8 من شتنبر الجاري مخلفا موتى وجرحى ودمارا هائلا، أنه "يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله، لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي".