تأثر آلاف الأطفال المغاربة من الزلزال الذي ضرب المملكة المغربية ليلة الجمعة الماضية، ودمر عددًا من المدارس التعليمية، مما سيؤثر سلبا على السير العادي لنظام التعليم بجل المناطق المتضررة.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن نحو 100 ألف طفل تأثروا بالزلزال القوي الذي ضرب المغرب، والذي يعد أقوى حدث زلزالي يضرب المملكة منذ عام 1960.
من جهتها، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مساء الأحد الماضي، أنه تقرر، بتنسيق مع السلطات المحلية، تعليق الدراسة في الجماعات القروية والدواوير الأكثر تضررا داخل أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت (وعددها 42 جماعة موزعة بين هذه الأقاليم الثلاث) ابتداء من يوم غذ الإثنين 11 شتنبر الجاري.
وأضافت الوزارة المعنية أنه سيتم العمل على إيجاد الصيغ التعليمية واللوجستيكية المحلية المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ المعنيين خلال الأيام المقبلة، والتي سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا من طرف الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية المعنية، وذلك مع مواصلة التنسيق مع السلطات المحلية والتواصل المستمر مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور وباقي المتدخلين.
في هذا السياق، يرى يونس فيراشين، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، أنه "يجب على الفاعلين القيام بالمواكبة النفسية والاجتماعية للتلاميذ في المناطق غير المتضررة، حيث تتجلى في هذه المرحلة أهمية أطر الدعم الاجتماعي، وكافة الأطر الإدارية والتربوية في المؤسسات"، مشيرا إلى أن "المجهودات الكبيرة تتجلى في تأمين الدراسة في المناطق المتضررة من هذه الفاجعة الأليمة".
وأوضح يونس فيراشين، في تصريح خص به "الأيام 24″، أن "بلاغ وزارة التربية الوطنية والتعليم أكد على أن مجموعة من المدارس التعليمية تضررت بفعل الكارثة الطبيعية، سواء المؤسسات الداخلية والاقسام"، مؤكداً أنه "وجب تظافر مجهودات جميع الفاعلين وأيضا إجراء مبادرات الدعم النفسي للتلاميذ من أجل إعادة الأمور إلى نصابها".
بخصوص الإجراءات المنتظرة من الوزارة المعنية لتحقيق السير العادي للدراسة في المناطق المتضررة، قال المتحدث نفسه، إن "هذه التجربة سبق أن عاشها الشعب المغربي في زلزال الحسيمة سنة 2004، لذلك وجب على الوزارة ابتكار حلول لتأمين الزمن المدرسي في المناطق المتضررة"، مبرزا أنه "كانت هناك تجربة الخيام وبناء الفضاءات المؤقتة، من أجل ضمان الدراسة للتلاميذ وأيضا دعمهم نفسيا واجتماعيا".
ولفت فيراشين إلى أن "أغلب التلاميذ فقدوا أسرتهم وعائلتهم بسبب الزلزال، بالإضافة إلى نساء ورجال التعليم الذين يشتغلون في هذه الظروف الصعبة في تلك المناطق المنعزلة"، داعيا في الآن ذاته إلى "دعم التلاميذ والأطر التربوية ماديا ومعنويا بهدف مساعدتهم على الاشتغال في أحسن الأحوال".