أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أن العلاقات بين المغرب وسيراليون شهدت "تطورا كبيرا" في السنوات الأخيرة . وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير خارجية سيراليون، تيموتي موسى كابا، عقب محادثات بينهما، أول أمس الإثنين، بالرباط، أن العلاقات بين البلدين "جد إيجابية وطورناها بشكل كبير بتعليمات من قائدي البلدين". وأبرز، في هذا الصدد، أن المغرب "سيفتح سفارة في سيراليون قبل نهاية الشهر الجاري، كما سيبعث وفدا من وزارة الفلاحة لمواكبة مشروع فخامة الرئيس حول تغذية سيراليون، وهو أحد البرامج المهمة التي أعلن عنها ".
من جهته، جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بسيراليون، تيموثي موسى كابا، اليوم الاثنين بالرباط، دعم بلاده الراسخ للوحدة الترابية للمغرب ولمخطط الحكم الذاتي كأساس وحيد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وجدد رئيس ديبلوماسية سيراليون، خلال لقاء صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، "دعم بلاده الثابت" للوحدة الترابية للمملكة المغربية ولمغربية الصحراء.
وفي هذا الصدد، قال سعيد سيتر، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والسياسية التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات، إن "المغرب نهج استراتيجية بالقارة الأفريقية، منذ إعلان الملك محمد السادس، في 17يوليوز 2016، بأن الرباط قررت العودة إلى الإتحاد الافريقي، بعدما انسحبت من سلفه منظمة الوحدة الأفريقية عام 1984 احتجاجا على قبول انضمام جبهة البوليساريو إلى المنظمة، واعتماد المغرب استراتيجية الترافع على مصالحه من داخل المنظمات الدولية والقارية وخصوصا الإتحاد الافريقي و عدم ترك الكرسي فارغ".
وأضاف قائلا، في تصريح خص به الايام 24، أن هذا التوجه تعزز بالانفتاح على الدول الأفريقية الشقيقة والصديقة، ومنها جمهورية السيراليون التي تعززت العلاقة معها، خصوصا بعد حضور الوفد الممثل للملك محمد السادس، والذي ترأسه آنداك الحبيب المالكي، الرئيس السابق لمجلس النواب، مصحوبا بكل من سفير المغرب بجمهورية غينيا كوناكري والسفير غير المقيم بسيراليون وليببريا، أثناء مراسيم تنصيب الرئيس الجديد جو ليوس مادا بيو Julius Maada Bio بالعاصمة فريتاون يوم 12 ماي 2018 خلفا لارنست كوروما الرئيس المنتهية ولايته دستوريا.
وسجل المتحدث ذاته أن العلاقات بين البلدين تعزز أيضا حين استقبل ناصر بوريطة الشؤون الخارجية نظيره ديفيد فرنسيس وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية سيراليون يوم الخميس 26 غشت 2021، وهو اللقاء الذي أعلن فيه المسؤول الحكومي السيراليوني، خلال ندوة صحفية، عن قرار بلاده فتح سفارة في الرباط وقنصلية عامة بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية في يوم 27 غشت 2021، مشيرا إلى أن هذه "الدينامية بين البلدين استمرت وتوجت بإعلان ناصر بوريطة أن المغرب سيفتح سفارة في سيراليون قيل متم الشهر الجاري.
وسجل المتحدث ذاته تأكيد بوريطة على الأهمية البالغة التي تكتسيها زيارة العمل التي قام بها وزير خارجية سيراليون إلى المغرب، خاصة وأنها تأتي بعد انتخابات ناجحة عرفتها سيراليون، ومنحت ولاية للرئيس جوليوس مادا بيو، مردفا بالقول "هذا يعطي أفقا واعدا للبلاد كقطب للاستثمار في أفريقيا. وبخصوص المكاسب التي يمكن أن يحققها المغرب من فتح السفارة بالسيراليون، أن هذه الخطوة تدخل في إطار تدعيم توجهات المغرب ووجوده بالدول الأفريقية، في إطار سياسة جنوب جنوب وعلاقة رابح رابح.
وأبرز سيتر أن هذه العلاقات والانفتاح على عدد كبير من الدول الأفريقية يشكل انتصارا للدبلوماسية المغربية في مواجهة سلسلة المكائد التي دأب عليها النظام الجزائري والمتمثلة في احتضان البوليساريو وافتعال قضية الصحراء المغربية، كما يمكن لسيراليون التي ستكون عضوا غير دائم في مجلس الأمن أن تخدم المصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية.