في أول موقف لها عقب الانقلاب العسكري في الغابون، قالت المملكة المغربية، إنها تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن "المملكة المغربية تؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنته" . ومما جاء في البلاغ، "المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية، للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني الشقيق".
في هذا السياق، قال المحامي والمحلل السياسي الدولي الحسين كنون، إن المملكة المغربية من خلال بلاغ لوزارة الخارجية، اختارت أن تصدر بيانا تناشد فيه الأمة الغابونية بمؤسساتها الإدارية ، بشعبها وبقواها الحية، بأن تعمل على تحصين المكتسبات أهمها الأمن والاستقرار الذي تنعم فيه الأمة الغابونية .
وأضاف كنون في حديث له مع "الأيام24" أنه ورغم أن بيان الوزارة كان مختصرا في مفرداته ومصطلحاته، إلا أنه عميق في دلالته ومعانيه الديبلوماسية والسياسية ، لأن تحصين المكتسبات يحمل العديد من المقاصد، أهما أن لا تنجر الأمة الغابونية إلى ما لا يحمد عقباه نتيجة لما وقع .
وأكد المتحدث، على أن المملكة المغربية، تثق في الأمة الغابونية وفي شعبها بجميع مكوناته، في أن يظبط النفس ويحافظ على مكتسباته، وأن يدبر هذه المرحلة الصعبة بما يخدم مصلحة الشعب الغابوني برمته.
من جهته، قال خالد الشيات الأستاذ في العلاقات الدولية ، في تصريح له "للأيام24" إن المغرب وانطلاقا من قناعته المتعلقة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول فإن موقفه من الانقلاب العسكري بالغابون، موقف عقلاني وواقعي، يرتبط بالحفاظ على المصالح القارة بالغابون، بغض النظر عن المصالح الشخصية التي يمكن أن تجمع فيما بين زعماء الدول في هذه الحالة.