أعلن المدعي العام الإسباني الاثنين أنه سيفتح تحقيقا أوليا في مزاعم "اعتداء جنسي" بشأن قضية القبلة القسرية لرئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس، الموقوف موقتا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لاحدى اللاعبات خلال تتويج إسبانيا بمونديال السيدات.
وستفتح النيابة العامة في المحكمة الوطنية تحقيق ا في "وقائع قد تشكل جريمة اعتداء جنسي"، وفق ا لما أوضح مكتب المدعي العام في بيان صحافي أ رسل إلى وكالة فرانس برس، داعيا جينيفر هيرموسو التي قام روبياليس (46 عاما ) بتقبيلها، للتواصل مع النيابة العامة "في غضون 15 يوما " لكي "يتم إعلامها بحقوقها كضحية" و"لتقديم شكوى" إذا لزم الأمر.
وبعدما وضعت الحكومة الإسبانية يدها على القضية، اجتمعت المحكمة الإدارية للرياضة على أن تصدر حكمها أيض ا في شكوى السلطة التنفيذية ضد روبياليس، حسب ما افادت هذه الهيئة.
وفي حال تم فتح إجراء، يجوز للمجلس الأعلى للرياضة وهو هيئة حكومية، بعد ذلك إيقاف روبياليس حتى يتم اصدار حكم بالقضية.
وقالت المحكمة الوطنية إنها فتحت التحقيق في ضوء "الطبيعة الواضحة" لأقوالها (هيرموسو)، معتبرة أنه من الضروري "تحديد أهميتها القانونية".
وجاء في بيان المحكمة "نظرا الى التصريحات العلنية التي أدلت بها جينيفر هيرموسو، فإن الفعل الجنسي الذي تعرضت له من قبل روبياليس لم يكن بالتراضي".
ورأت المحكمة الوطنية أنه "من أجل المضي قدم ا في قضية الاعتداء الجنسي أو التحرش أو الاساءة الجنسية، سيكون من الضروري للطرف المتضرر أو ممثله القانوني رفع دعوى".
وقالت مصادر قانونية لوكالة فرانس برس إنه إذا قررت هيرموسو عدم رفع دعوى، فسيصبح من "الصعب" على النيابة العامة المضي قدما في القضية.
وأفادت المحكمة إنها تلقت حتى الآن ست شكاوى بشأن قبلة روبياليس التي تشكل اعتداء جنسي ا من دون موافقتها بموجب القانون الجنائي الإسباني الذي تم تحديثه مؤخرا.
لم يتم حتى الآن تقديم أي شكوى من هيرموسو.
وأوقف "فيفا" روبياليس الذي رفض الاستقالة من منصبه، السبت على خلفية تقبيله هيرموسو بالقوة على شفتيها عقب فوز إسبانيا بكأس العالم للسيدات في أستراليا في 20 آب/أغسطس الحالي، مما أثار انتقادات شديدة.
وقالت الحكومة الإسبانية إنها ستتخذ إجراءات ضد روبياليس إذا حصلت على الضوء الأخضر من المحكمة الرياضية.
وأفاد رئيس المجلس الأعلى للرياضة فيكتور فرانكوس مساء الإثنين أنه "ما زلنا ننتظر النتائج (من المحكمة الرياضية)".
وأضربت 81 لاعبة احتجاج ا على رفض رئيس الاتحاد الاستقالة، بينما تقدم 11 عضو ا من طواقم المنتخب الوطني للسيدات بالاستقالة، لكن المدرب المثير للجدل خورخي فيلدا ليس واحدا منهم.
ورفضا للاساءات التي تلحق بنجلها، بدأت والدة روبياليس إضرابا عن الطعام الاثنين دعما له. وقالت أنخيليس بيخار التي قررت الاحتجاج داخل كنيسة ديفينا باستورا في بلدة موتريل الساحلية الجنوبية، إنها ستستمر في إضرابها عن الطعام حتى "تقول هيرموسو الحقيقة" بشأن ما حدث، حسب ما أفاد أحد أفراد الأسرة للصحافيين.
ونشرت هيرموسو مقطع فيديو على إنستغرام يظهر الاحتفالات في غرفة تغيير الملابس، ردت فيه على إغاظة زميلاتها في الفريق بشأن القبلة بالقول "لم يعجبني ذلك!" وهي تضحك.
ونقل بيان أصدره الاتحاد المحلي للعبة في وقت لاحق عنها قولها إن القبلة كانت "لفتة طبيعية من المودة والامتنان".
لكن هيرموسو عادت عن أقوالها الجمعة مؤكدة انها لم توافق "في أي وقت من الأوقات" على القبلة بعد الفوز في المباراة النهائية على إنكلترا 1-صفر في سيدني، والتي وصفها روبياليس بأنها "متبادلة ومبهجة وتوافقية".
وأضافت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "شعرت بالضعف وضحية اعتداء، عمل ذكوري متهور، في غير محله ومن دون أي نوع من الموافقة من جانبي. ببساطة، لم أحترم".
وقال أندريس إنييستا الذي سجل الهدف الوحيد لإسبانيا في نهائي كأس العالم للرجال عام 2010 ليمنح بلاده اللقب للمرة الأولى في تاريخها، إن سلوك روبياليس "شوه" إنجاز السيدات.
ورأى لاعب نادي الإمارات الإماراتي الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي إنه "من العار تشويه القصة الجميلة التي كتبتها العديد من اللاعبات على مدى سنوات طويلة".
وانتقدت يولاندا دياس، النائبة الثانية لرئيس الوزراء الإسباني، أولئك الذين صف قوا لروبياليس الجمعة لأنه رفض الاستقالة، منتقدا في كلمته أمام الجمعية العمومية الاستثنائية لاتحاد اللعبة "النسوية الزائفة".
من بين الذين صف قوا لروبياليس، كان هناك مدرب المنتخب الوطني للرجال لويس دي لا فوينتي ومدرب منتخب السيدات فيلدا، لكنهما لم يتمسكا طويلا بهذا التأييد وأدانا لاحقا ما قام به رئيس الاتحاد.
ورأت دياس الإثنين أن "المدربين الذين صفقوا للسيد روبياليس ليسوا مؤهلين للاستمرار في مناصبهم".
