أربكت رئاسة المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال، حسابات قيادات الحزب المتناحرة، خاصة مع اقتراب انعقاد المؤتمر وسط انقسام شديد داخل حزب علال الفاسي. واشتعل الخلاف بين تيار حمدي ولد الرشيد وتيار حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، ثم ما يسمى بالتيار الثالث، على الاسم الذي ستسند إليه مهمة رئاسة المؤتمر القادم، حيث اقترح تيار ولد الرشيد اسم عبد الواحد الفاسي نجل علال الفاسي مؤسس الحزب، لرئاسة المؤتمر، لكونه يقف على مسافة واحدة بين التيارات المتناقضة. الفاسي الذي نأى بنفسه بعيدا منذ أن طفت الخلافات داخل الحزب عل السطح، رفض مقترح رئاسة مؤتمر بل رفض إقحام نفسه في أي سيناريو محتمل يهم الشأن الحزبي الداخلي الذي أفرز تيارات متطاحنة خاصة مع قرب انعقاد المؤتمر وبروز محاولات إسقاط شباط من منصبه. أما نور الدين مضيان عضو اللجنة التنفيذية لحزب الميزان، طرح اسمه أيضا بقوة لرئاسة المؤتمر، حيث تتجه بعض قيادات حزب الاستقلال إلى التوافق على أن يتولى مضيان رئاسة المؤتمر الوطني السابع عشر، خاصة بعد أن أبدى زعيم تيار بلا هوادة عدم رغبته في تولي رئاسة المؤتمر. ولا شك أن رئاسة المؤتمر لها دور أساسي في الإشراف على المؤتمر وعلى الانتخابات، وموازين القوى هي من ستحدد الشخصية التي ستقوم بهذا الإشراف، و يبدو جليا أن كفة ولد الرشيد هي التي ستحدث الموازنة، أما ما يسمى بالتيار الثالث، فهو لا يعدو سوى تيارا صوريا لشباط الغاية منه الوصول للتوافق.