قال أمجد سعيد مدير مركز الاستثمار بتطوان خلال اللقاء التواصلي الذي نظم تحت شعار الاستثمار رهان التنمية بتنسيق مع مجلة نادي الصحافة أن جهة طنجةتطوانالحسيمة بفضل الرعاية السامية للملك محمد السادس عرفت أوراشا تنموية لدعم التنافسية الاقتصادية الجهوية وأهلت البنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية والرامية بالأساس أيضا إلى تجويد إشعاع المنطقة وقدرتها على استقطاب رؤوس الأموال في أفق تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة وشاملة. وأضاف نفس المصدر أن هذه الأوراش التنموية، مكنت من تعزيز مفهوم اللامركزية وارتقاء بمدن شمال المملكة لمستوى قطب اقتصادي بامتياز و منخرط في محيطه التنموي، وكذا توظيف عامل القرب من أوروبا، الشريك الاقتصادي الأساسي للمغرب، لتعزيز الرهانات التنموية للمنطقة ككل. كما تكرست هذه الوتيرة التنموية في العديد من الأوراش الكبرى والمشاريع المتواصلة التي أشرف الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقتها، والتي ابتدأت مع برنامج طنجة الكبرى من أجل تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز، والبرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان و المشاريع الكبرى المهيكلة لمدن وادي لاو والمضيقوالفنيدقومرتيل و كذا الشاون ووزان، والتي ترمي في مجملها إلى الارتقاء بالمدن المعنية والقرى المحيطة بها إلى مصاف الحواضر العالمية على مختلف القطاعات والمستويات. وفي نفس السياق أشار أمجد مدير الاستثمار فيما يخص البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان، الذي أعطى انطلاقة إنجازه الملك محمد السادس في ابريل 2014، فيروم بالأساس الى رفع التحديات الحضرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المطروحة على هذا التجمع الحضري، والمساهمة بالتالي في بعث دينامية جديدة في القاعدة السوسيو- اقتصادية للمنطقة وجهتها، ودعم تموقعها وتحسين إطار عيش ساكنتها والحفاظ على منظومتها البيئية. وتتوزع محاور البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان على شق التأهيل الحضري، الذي سيتم في إطاره تقوية الطرق والأزقة الداخلية وتقوية وتجديد شبكة التطهير السائل والماء الصالح للشرب والكهرباء بالجماعة الحضرية لتطوان والجماعات القروية المجاورة والجماعة الحضرية للمضيق، وإحداث ساحات عمومية وعدد من المنتزهات وكذا تأهيل القطاع السياحي و الصناعي والخدماتي. كما عرج خلال مداخلته على قطاع السياحة حيث أشار إن المنطقة السياحية "تمودا بي" تتواجد على الامتداد الساحلي لمدينة تطوانالمدينة المغربية العريقة المبنية على أنقاض المدينة الرومانية " تمودا"، المتميزة بمدينتها العتيقة الضاربة في القدم والمصنفة ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني من طرف منظمة اليونيسكو، وبشواطئها المتوسطية الفسيحة وبجبالها الهادئة وبغاباتها التي تضفي سحرا ورونقا على المنطقة. وغير بعيد من مدينة تطوان توجد مدينة شفشاون ومدينة وزان اللتان تزخران بمؤهلات طبيعية وبيئية وتاريخية تتمثل في مناظر طبيعية خلابة وفضاء محصن بين جبلين وتراث تاريخي يعيد الزائر إلى قرون خلت، ومعمار أندلسي فريد مما جعلهما قبلتان سياحيتان للباحثين عن المشاهد المتميزة. جمالية هذه المناطق يضفيها ساحلها الذي يحتضن منطقة " تمودا باي" التي تمتلك مؤهلات طبيعية غنية وتحتوي على أجمل الشواطئ وأروعها والتي تتميز برمالها الذهبية ومياهها الزرقاء الصافية والدافئة التي تغري السياح المغاربة والأجانب بممارسة جميع هواياتهم الرياضية البحرية وخلفية جبلية يكسوها غطاء غابوي، وتتوفر على بحيرة ايكولوجية مصنفة تحتوي على العديد من أنواع الأحياء كالطيور والبرمائيات والنباتات المائية وتكمن قيمتها الأساسية في كونها محطة للطيور المهاجرة، الشيء الذي جعلها محطة اهتمام وطني ودولي. وموازاة مع هذه المؤهلات الطبيعية وبفضل العناية السامية للملك محمد السادس، عرفت البنية التحتية بالمنطقة تحولا وتطورا كبيرا تمثل في تقوية الشبكة الطرقية وتوسيعها وتعزيزها بالطريق السيار. وكذلك إعادة تهيئة المنشآت المينائية. اما على مستوى التجهيزات الأساسية اكد نفس المصدر ان المنطقة تتميز بتغطيتها بوسائل النقل الجوي وبتواجد عدة موانئ ترفيهية وتجارية أهمها ميناء طنجة المتوسط الذي يعتبر من أكبر وأهم الموانئ على الصعيد العالمي نظرا للدور الهام الذي يلعبه في الوساطة بين أوربا وشمال افريقيا وبين الدول الخليجية وشمال أمريكا. ومن أجل الحفاظ على البيئة وحمايتها وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية،كشف انه تم انجاز عدة محطات للمعالجة تقوم بتصفية كاملة للمياه المستعملة على طول الساحل، كما أن المنشآت السياحية بالمنطقة ملتزمة باحترام المعايير البيئة المعمول بها في هذا الشأن. كما أن هذه البنيات الأساسية الهامة التي أنجزت بفضل العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده جعل المنطقة تتبوأ مكانة متميزة على مستوى الترويج السياحي وقبلة لأكبر شركات الفنادق العالمية لبناء منشآتها السياحية بساحل تمودة باي التابع لعمالة المضيقالفنيدق، في وجه السياح من الطبقة الراقية الباحثين عن الوجهات الساحلية الفاخرة. وخلال هذا اللقاء الاعلامي اكد ان من بين الوحدات الفندقية التي يرتقب أن تفتتح أبوابها خلال السنة الجارية بتمودة باي، فندق "ريتز كارلتون" (Ritz Carlton) وفندق " فور سيزان" (Four Seasons)، وهما من العلامات العالمية الفاخرة في مجال الفندقة. وسيضيف الفندقان لساحل تمودة باي، جاذبية اخرى لهذا الساحل الشهير بجماله، كما أنهما سيساهمان في استقطاب أعداد مهمة من السياح ذوي الطبقة الراقية إلى شمال المغرب، وخلق فرص شغل جديدة. وينضاف هذان الفندقان عدد من الفنادق العالمية الاخرى التي افتتحت أبوابها في السنوات الاخيرة بهذا الساحل، كان أخرها المجموعة الاسيوية "بانيان تشري" (Banyan Tree) التي فتحت ابوابها في بداية شتنبر الماضي من سنة 2016 و سوفيتسل (Sofitel). كما انضمت علامة "JW Marriott" الى الوحدات الفندقية العالمية التي قررت الاستقرار في ساحل تمودة باي بتطوان، حيث قامت بانجاز فندق من 5 نجوم قرب الميناء الترفيهي مارينا سمير للاستفادة من المؤهلات الطبيعية لهذا الساحل، ومن المتوقع أن تساهم هذه الفنادق من الرفع من الجاذبية السياحية لهذا الساحل. هذا وتجدر الاشارة إلى ساحل تمودة باي، يعتبر من أرقى السواحل في المغرب بشكل كامل، كما أنه يعتبر أيضا، وجهة مفضلة للملك محمد السادس، الذي يقضي معظم عطلته الصيفية في اقامته الموجودة بهذا الساحل. اما قيما يخص تأهيل مشروع تهيئة سهل واد مرتيل الذي يعتبر من أهم المشاريع التي أشرف على انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية للمدينة (2014-2018) ، والذي رصد له غلاف مالي يناهز 5,5 مليار درهم، حيث سيمكن هذا المشروع من الحد من الفيضانات عن طريق توسعة مجرى الواد وتهيئة جنباته وفتح حوالي 1.600 هكتار من العقار نحو التعمير، وفق تصور عمراني سيمكن من خلق مشاريع متنوعة سياحية وثقافية ورياضية واجتماعية وسكنية، لفائدة مختلف الشرائح الاجتماعية ،وإعطاء بعد جديد للتنمية ودعم المشاريع الاستثمارية الكبرى. وأشار المدير أن مشروع تطوان شور هو الاخر يندرج ضمن مجموعة المناطق الصناعية الخدماتية لطنجة المتوسطي "Tanger Med Zones TMZ"، وهي محطة صناعية مخصصة لمهن الخدمات مثل ترحيل الخدمات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات "ITO"، والخدمات المتعلقة بالمهن "BPO"، وكذا مراكز الاتصال. تم تشييد هذه المحطة على مساحة 6 هكتارات، منها 22.000 م2 مخصصة لمكاتب مجهزة طبقاً للمعايير الدولية، مع توفير خدمات الشباك الوحيد لتسهيل الإجراءات الإدارية للشركات التي تمارس نشاطها هي هذا القطاع، والتي يقدر عددها بحوالي 20 شركة. كما تحتوي هذه المحطة على معهد متخصص في مهن الخدمات تابع لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. ومن بين الشركات المتواجدة بهذه المحطة، الشركة العالمية Everis أحد فروع الشركة الأم (NTT DATA COMPANY)، المصنفة ضمن الشركات العشر الأوائل عالميا في مجال تطوير الخدمات المعلوماتية والإعلامية والتكنولوجية، التي يبلغ رقم معاملاتها 700 مليون أورو، وحجم اليد العاملة المشغلة بها 70 ألف، والمتواجدة ب 15 دولة، تعتبر وحدة تطوان الأولى على مستوى شمال إفريقيا.