بعث الملك محمد السادس برسائل خطية إلى كل من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وتطرقت الرسائل التي حملها إلى قادة دول الخليج، ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى سبل تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية بين المغرب من جهة، وهذه البلدان، من جهة ثانية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
في هذا الصدد، قال الحسين كنون، المحامي والمحلل السياسي، إن "الرسائل الخطية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى بعض أمراء دول الخليج وعلى رأسهم الأمير سلمان محمد بن سلمان وأمير دولة قطر وأمير دولة الإمارات العربية المتحدة تدخل في إطار الدبلوماسية الملكية، التي ما فتئ جلالة الملك يوليها إلى السياسة الخارجية للمملكة منذ أن تولى عرش أسلافه المنعمين".
وأضاف كنون في تصريح ل"الأيام24″، أنه "الملك يعمل على هندسة سياسة خارجية هادئة مبنية على الطموح والوضوح مع كل شركاء المملكة المغربية، وعلى رأسهم دول مجلس التعاون الخليجي، بالنظر لما يربط المغرب من علاقات استراتيجية مبنية على التعاون التجاري والاقتصادي والبحث العلمي وأيضا تبادل المعلومات الاستخباراتية التي تخدم بالتبعية السلم والأمن ومحاربة الجريمة العابرة للقارات ومحاولة التعاون الاقتصادي التي تدخل في إطار ما يعرف الآن بإيجاد أو محاولة الوصول إلى الأمن القومي للأمة العربية والقارة الإفريقية".
وأشار المتحدث أن "العلاقات الأخوية والعائلية وعلاقات الصداقة التي تربط جلالة الملك بأمراء وملوك دول الخليج، لها تأثير بالغ على الدبلوماسية وعلى السياسة الداخلية والخارجية"، مذكرا "بدور المغرب الفعال في الوساطة حينما كانت هناك أزمة بين دول الخليج، حيث استطاع جلالة الملك بالمكانة التي يحظى بها لدى أمراء وملوك دول الخليج، المساهمة في إذابة ذلك الجليد وإزالة تلك الضبابية التي كانت بين الإخوة والأمراء".
وتابع المتحدث: "وبالتالي، فإن المملكة المغربية وهي تنهج سياسة الطموح والوضوح في إطار منطق رابح رابح وفي إطار التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والرياضي، لا زالت تمد يدها لكل الإخوة والأصدقاء الأفارقة والعرب".
وأكد كنون أن "تنويع المغرب لشراكاته هو ما يغيظ خصوم المملكة المغربية وعلى رأسهم النظام العسكري الجزائري، ومن يدور في فلكه، وكفرنسا التي لما رأت المملكة المغربية أصبحت دولة قارية وصاعدة ومنوعة لشراكاتها الاستراتيجية مع الدول العظمى، أغاظها ذلك، وصارت تعمل جاهدة على محاولة فرملة المصالح العليا للمملكة المغربية حتى لا يكون لها هذا النفوذ".
وأوضح كنون، أن "الرسائل الخطية بيد جلالة الملك لإخوانه وأشقائه الأمراء بدول الخليج لها دلالات وقراءات تؤكد عمق المودة والمحبة التي تربط جلالته بإخوانه الأمراء ومدى التقارب حول القضايا الحساسة ذات الاهتمام المشترك على رأسهها القضية الفلسطينية، والتعاون على مستوى الأمن الطاقي والغذائي والروحي ".