كان الحسن الثاني رجلا استثنائيا، يحب دوما اللعب مع الكبار، لذلك خلق للمغرب موقعا دوليا لا يتناسب وحجمه الحقيقي، وأصبح رقما صعبا في ترتيبات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي خارطة العالم العربي والإسلامي، جاء على زمن الكبار، ديغول في فرنسا، تشرتشل في بريطانيا، روزفيلت ونيكسون وكينيدي في أمريكا، بريجنيف، وقسطنطين تشريلنكو وغورباتشوف بروسيا، وجمال عبد الناصر بمصر، وحافظ الأسد وصدام حسين بسوريا والعراق، والملك حسين بالأردن. وعلى المستوى الوطني، واجه معارضة من عيار ثقيل، كل رمز منها يهد الجبال، من علال الفاسي إلى المهدي بنبركة، والمحجوب بن الصديق، وعبد الرحيم بوعبيد، والفقيه البصري... كان لسان حاله دوما اللهم ارزقني خصما عاقلا، وكان خدام دولته حتى ممن خانوه من صقور زمنهم: الجنرال أوفقير، وأحمد رضى اكديرة، وأحمد عصمان، وادريس السلاوي، والجنرال المذبوح، وأحمد الدليمي ثعلب الصحراء، وادريس بنعمر، والمارشال أمزيان، وحسني بنسليمان...