أعلنت أنغولا، الثلاثاء الماضي، في بيان مشترك بين وزارة خارجيتها ووزارة الخارجية المغربية، أنها تؤيد حلا سياسيا قائما على التوافق بخصوص قضية الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي يبرز تحولا كبيرا في موقف أنغولا من سيادة المغرب على الصحراء، ويؤشر على اقتراب سحبها الاعتراف ب"الجمهورية الوهمية" بشكل رسمي.
أنغولا، التي كانت إلى وقت قريب مصطفة ضمن محور جنوب إفريقيا والجزائر، الداعم للأطروحة الانفصالية، من شأن موقفها الأخير، المساهمة في إحداث تحولات كبيرة لصالح الموقف المغربي، من خلال تشجيع باقي الدول على دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 كحل أنسب لنزاع الصحراء المغربية المفتعل.
في هذا الصدد، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن "تغيير الموقف الأنغولي يأتي في إطار سعي أنغولا إلى إيجاد موطئ قدم ضمن المشاريع الاستراتيجية التي تقودها المملكة في العمق الإفريقي".
وأضاف عبد الفتاح في تصريح ل"الأيام24″، أن "الموقف الأنغولي الجديد، يشكل خسارة كبيرة بالنسبة للمعسكر الداعم للانفصال"، مشيرا أن "أنغولا كانت من أبرز الداعمين للمشروع الانفصالي على كافة المستويات العسكرية والدبلوماسية والسياسية واللوجيستيكية".
وأكد المتحدث أن "تغير الموقف الأنغولي من شأنه إضعاف هذا المعسكر، وتقويض الدعاية الإنفصالية، خاصة على مستوى القارة الإفريقية".
واعتبر عبد الفتاح أن "هذا الموقف سيمهد لطرد الكيان الانفصالي من المنظمة القارية لتصحيح الخطأ السياسي الذي وقعت فيه المنظمة الإفريقية حينما تم قبول عضوية البوليساريو، على اعتبار افتقار هذا الكيان لمختلف عناصر وشروط قيام الدول، سيما مع توافر حسم معركة الاعتراف الدولي لصالح المغرب".
وأوضح رئيس المرصد الصحراوي لحقوق الإنسان، أنه "منذ قطع المغرب مع سياسة الكرسي الشاغر على مستوى المنظمة القارية الافريقية وعلى مستوى الاتحاد الافريقي، كرس أدواره الريادية في العمق الافريقي خاصة بعد الزيارات التي قام بها صاحب الجلالة لمختلف عواصم دول القارة خلال منتصف العقد الماضي".
وأشار عبد الفتاح أن "المغرب حاول طرق بعض القلاع التي كان يتمترس فيها المعسكر الداعم للانفصال، ونجح في اختراق بعض الحصون التي كانت حكرا على الدعاية الانفصالية خاصة تلك الناطقة بالانجليزية، في شرق وجنوب القارة الافريقية".
وتابع المتحدث أن "المغرب راهن على الشراكات التستراتيجبة التي تجمعه مع مختلف بلدان القارة الافريقية، بما في ذلك بعض البلدان التي كانت تنخرط بقوة في دعم المشروع الانفصالي، حيث نجح في تحييد مواقف العديد من هذه البلدان، في مقدمتها نيجيريا التي كانت أحد أهم الدول المنخرطة في محور بريتورياالجزائر".
وأكد عبد الفتاح أن "المغرب نجح في تحييد الموقف النيجيري عبر مجموعة من الشراكات والمشاريع التي همت مجالات حيوية وهامة من قبيل الطاقة وأنبوب الغاز نيجيريا المغرب ومعامل صناعة الأسمدة في نيجيريا وغيرها".
وأردف المتحدث، أن "المغرب بات اليوم يقود قاطرة التنمية خاصة في غرب إفريقيا والدول المطلة على المحيط الأطلسي، وبالتالي فالشراكة التي يؤسس لها المغرب اليون، تشمل بعض العواصم التي كانت تنخرط في المعسكر الانفصالي، من قبيل أنغولا"، مردفا: "وبالتالي من خلال الرؤية الاستراتيجية على المستوى القاري التي يقودها المغرب والتي شكلت مدخلا للتأثير في الموقف الأنغولي وتغييره".
ونوه عبد الفتاح، "بالمقاربة الدبلوماسية الملكية التي عبر عنها صاحب الجلالة، والتي تجعل قضية الصحراء في محور السياسة الخارجية للمملكة، وتفرض على كل الدول التي تجمعها شراكات استراتيجية مع المغرب أن تبدي مواقف واضحة وداعمة لسيادة المغرب على صحرائه ولمبادرة الحكم الذاتي".