أكد مدير مركز التفكير الأفريقي لمعهد تمبكتو الدكتور باكاري سامبي أن المغرب يستمد قوته من وعيه التام بالإكراهات الجيوسياسية، وهو ما يثبته بجلاء اختياره الصائب للتوجه نحو إفريقيا. وقال هذا الخبير الإفريقي، في حلقة نقاش تم تنظيمها في موضوع "الاستراتيجية الإفريقية للفاعلين الجدد في مجال التعاون: حالة الهند والمغرب"، إن "المغرب أدرك أن إفريقيا جنوب الصحراء تشكل قناة مناسبة لتنفيذ سياسته الاقتصادية ودخول أسواق جديدة".
واعتبر المتحدث، في مداخلة تحت عنوان "المغرب في أفريقيا: بين الدبلوماسية الدينية والإنجاز الاقتصادي"، أن المملكة طورت أيضا دبلوماسية معززة بتاريخها الغني وروافده الرمزية، ومستندة في الوقت ذاته الى رؤوس أموالها واقتصادها.
وذكر في هذا السياق بأن جلالة المغفور له الحسن الثاني كانت لديه رؤية متبصرة بإنشائه سنة 1987 لمعهد الدراسات الأفريقية في الرباط، مشيرا إلى الزيارة التاريخية التي قام بها جلالته إلى السينغال عام 1964 والتي قام خلالها بتدشين المسجد الكبير لدكار.
وأضاف أن المغرب وضع أيضا استراتيجية منسقة بالارتكاز على المحور الدبلوماسي بطريقة مؤسساتية، ولكن أيضا بالاستناد الى كل المقدرات التي تزخر بها المملكة من حيث الموارد البشرية والروافد الثقافية والقوة الناعمة.
وفي معرض حديثه عن الانضمام المرتقب للمغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدوياو)، أشار سامبي إلى أن اندماج المملكة إلى هذا الفضاء الإقليمي لا يشكل بأي حال من الأحوال أي مصدر للقلق، داعيا في هذا الصدد، البلدان الإفريقية إلى التحضير لهذا المعطى الجديد.
وبرأي سامبي، يشكل المغرب "اليوم نموذجا اقتصاديا ويبلور استراتيجية بلد من بلدان الجنوب عرف كيف يتجاوز كافة الإكراهات الجيوستراتيجية ويتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا لإفريقيا".
ومن جهته، اعتبر أليون ندياي من جامعة شيربروك بكندا، ومؤلف كتاب "إفريقيا في السياسة الخارجية الهندية: الطموحات الأفريقية الجديدة لنيودلهي" في مداخلته حول سياسة الهند تجاه إفريقيا، أن هذه السياسة تتمحور حول أربعة أبعاد؛ الدبلوماسية والاقتصاد والطاقة والجيوستراتيجيا.
وينظم هذا اللقاء الافتتاحي، الذي يندرج في إطار الدراسات الاستراتيجية لمعهد تومبكتو، بشراكة مع (إنتيل افريكا) التي تنشط في مجال الذكاء الاقتصادي والعلاقات العامة، و(أوميغا فينونس)، ومركز الدراسات حول الشراكة الهندو-أفريقية، و(إكلور- فرنس).
ويشتغل معهد "تمبكتو"، الذي أنشئ في دكار بمبادرة ثلة من المثقفين والأكاديميين وفاعلين من المجتمع المدني والسلطات السياسية والسلك الدبلوماسي، على أربعة محاور تتمثل في الوقاية من التطرف العنيف بجميع أشكاله، وإنتاج ونشر التراث الثقافي الأفريقي والفكر الإسلامي وتعزيز القدرات والتوعية بقضايا الدين وأثره على مجتمعات الساحل والصحراء، إضافة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.