أثارت واقعة ظهور فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو يدخن السجائر خلال المباراة التي جمعت المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بنظيره المالي، لحساب نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم لهذه الفئة، جدلا واسعا، بين من اعتبر أن هذا الظهور لا يليق بشخصية عمومية تقف على رأس جامعة أشهر رياضة على وجه الكوكب، وبين من اعتبر أن الأمر لا يستدعي كل هذه "الجلبة"، محملين المسؤولية لمخرج المباراة الذي ركز بشكل غير طبيعي على رئيس الجامعة الملكية، ومدرب المنتخب الوطني المغربي الأول، وليد الركراكي، بالمنصة الشرفية المخصصة لكبار الشخصيات. في هذا الصدد، قال عبد الرحيم كحوشي، الفاعل التربوي والمهتم بالشأن الرياضي، إن "ما حققه المنتخب المغربي خلال مونديال قطر، رسخ لدى عموم المتابعين من مختلف الأعمار، قيما محمودة، أثرت فيهم بشكل إيجابي، مذكرا "بمظاهر الإيثار والتآزر بين لاعبي المنتخب، وبسجودهم شكرا لله على ما حققوه، وبرضا الوالدين وبرهم".
وأضاف كحوشي في تصريح ل"الأيام24″، أن "هذه القيم التي تعارف عليها المغاربة منذ القدم، والتي تنم عن تشبثهم بتعاليم وقيم الدين الإسلامي السمح، لا يجب أن تشوش عليها أي مظاهر سلبية أخرى، فما بالك إن كانت صادرة عن شخصية عمومية مثل رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، المفترض فيه الحذر في الحركة كما في السكون".
وأوضح المتحدث، أن "ظهور رئيس الجامعة وهو يدخن، يتناقض والقانون الدولي ل"فيفا"، بالإضافة إلى القانون الوطني الذي يمنع التدخين بالأماكن العمومية، ناهيك عن القدوة السيئة التي لا يجب على مسؤول رياضي مغربي ناجح أن يسقط في فخها".
واعتبر كحوشي أن "تزايد اهتمام الناس بمبارايات المنتخب المغربي بعد ملحمة مونديال قطر 2022 وخاصة الشباب والأطفال منهم، يستدعي المزيد من الحذر سواء من اللاعبين أو من أي فرد ينتمي إلى المنتخب ومحيطه، حيث إن هؤلاء قد أصبحوا يمثلون قدوة للنشأ وكل فعل صادر منهم أصبح يجد له وقعا عميقا في نفوس المتتبعين".
من جهة أخرى، حمل المتحدث مسؤولية ظهور لقجع وهو يمج سيجارته، لمخرج المباراة الذي ركز عليه في أكثر من مناسبة، معتبرا أن "الأمر لم يكن له داع، وأنه يبعث على الاستغراب، خاصة وأن المشاهد يهمه معرفة ما بدور بالمستطيل الأخضر وليس ما يجري بالمدرجات".