عبد العزيز أكرام-صحافي متدرب مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، تزامنا مع بداية فصل الصيف، أعادت فعاليات مدنية تنشط في مجال البيئة إلى الواجهة مسألة "تنخيل" الشوارع والمساحات الخضراء بمختلف المدن المغربية.
وأطلقت حركة "مغرب البيئة 2050" على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي حملة افتراضية تحت عنوان "منعو النخل غرسو الشجر"، تروم من خلالها الضغط على السلطات المحلية بمدن مختلفة بالمملكة من أجل إيقاف عملية التنخيل بالشوارع وتعويضها بأشجار نفعية بإمكانها توفير الظل للمواطنين الذي يرتفع الطلب عليه في الفترة الصيفية.
وفي منشور لها موجه لعمدة الدارالبيضاء، أوضحت الحركة أن مطالبها من وراء الحملة تتعلق أساسا ب "إصدار مذكرة بكل مقاطعات المدينة لإيقاف مسلسل التنخيل وكذا جانب تقنينه، فضلا عن إنزال مخطط منظري للمدينة ككل".
وتابعت الحركة ضمن المنشور ذاته أن مطالبها كذلك للمجالس المنتخبة تتمثل في "الشروع في تشجير مكثف وممنهج حسب المخطط المنظري، إلى جانب تنظيم عمليات تشجير تشاركي عندما يكون الأمر ممكنا".
وفي هذا الصدد قال أيوب كرير، الباحث في التنمية المستدامة، إن "العديد من الجماعات الترابية باتت تستغل مجال تشجير الفضاءات العمومية من أجل محاولة توطين النخيل المستورد، ذلك أن هذه الأخيرة غير أصيلة ولا نفعية، إذ ينحصر دورها فقط في الزينة ".
وأضاف كرير في حديثه ل"الأيام 24" أن "المخططات الخضراء لبعض المدن تؤكد على أن أشجار النخيل هذه غير ملائمة للزراعة والتشجير، حيث لا تتجاوز مدتها العمرية في بعض الأحيان السنة الواحدة حتى تذبل"، مشيرا إلى أنها كذلك "لا دور لها في تلطيف الجو وتوفير الظل وكذا خفض انبعاثات الكربون في الهواء".
وعبر المتحدث ذاته عن أسفه وغضبه الشديد لاستمرار عملية "تنخيل" المدن باعتبارها "هدرا للمال العام وإنهاكا للخزينة الوطنية"، مبرزا أن "الجماعات الترابية تقوم بفتح طلبات عروض لشراء أشجار النخيل هذه".
وناشد رئيس جمعية أوكسيجين للبيئة والصحة بالقنيطرة، الوزارة الوصية من أجل "الحسم في هذه المسألة وفتح نقاشات مع المجالس المنتخبة تكون الغاية منها الخروج بقرارات تصب في اتجاه منع غرس أشجار النخيل بالمدن".
ولفت المتحدث عينه إلى أن المغرب "يتوفر في الأساس على أشجار نخيل أصيلة تمتد بمناطق مختلفة من المملكة ولها القدرة على التكيف مع المناخ المحلي".
ودعا كرير مختلف الفاعلين إلى تظافر الجهود من أجل "القطع مع سياسات "التنخيل" والشروع في تعويضها بأشجار محلية ذات فاعلية في تلطيف الجو وتوفير الظل للمواطنين وكذا الحد من التلوث البصري".
ويذكر أن حركة مغرب البيئة 2050″، في شخص رئيستها سليمة بلمقدم، كانت قد أطلقت خلال العام الماضي عريضة الكترونية على موقع "أفاز" العالمي لحملات المجتمع، موجهة إلى كل من وزيرتي التعمير وسياسة المدينة وكذا الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة، نبهت فيه إلى ضرورة القطع مع توطين نخيل "الواشينطونيا" و"البريتشارديا" بالمغرب، واصفة العملية ب"الجريمة البيئية والتراثية". ووصل عدد الموقعين على العريضة التي حملت وسم "أوقفوا فورا غرس النخيل بالمدن المغربية وأغرسوا الأشجار حسب مخططات منظرية محلية" إلى حدود الساعة 3527 موقعا.