ترعرعت وسط أسرة مدمنة على القراءة، فأخذت تلتهم الكتاب تلو الكتاب، وتسطر الجُمل تلو الجمل، تقرأ بنهم وتكتب بحب، إلى حين إصدارها أول المواليد، مجموعة قصصية أسمتها "درع الوطن".
إنها الطفلة المغربية عبير عزيم، ابنة مدينة تاهلة، الفائزة بلقب أصغر روائية عربية، والبالغة من العمر 14 عاما. وهي تلميذة تدرس بالمستوى الثاني إعدادي خيار دولي.
في حوار خصت به "الأيام24″، تتحدث مريم عزيم، صاحبة رواية "شمس بحجم الكف"، عن مشاريعها المستقبلية، وعن أبرز الأدباء المغاربة الذين أثروا في تكوين شخصيتها، بالإضافة إلى مواضيع أخرى ذات علاقة بحصدها لقب أصغر روائية عربية.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
س/ ما سر شغفك بالكتابة؟
شغفي بالكتابة هو حكاية جميلة، كان عنوانها القراءة والانفتاح على مختلف أنواع المجالات، أحب القراءة بقدر ما أحب الكتابة، ومهما قرأت أحس أنه لا يكفيني. وهذا الشغف نتيجة لعدة عوامل لعل من أهمها انني تنحدر من أسرة مدمنة على القراءة.
س/ حدثينا قليلا عن روايتك "شمس بحجم كف".
هي رواية كتبتها لأزيح الحجاب عن القدرات الكامنة في كل شخص مهما كان الاختلاف عميقا. تناولت فيها موضوع الأشخاص في وضعية إعاقة، ناقشت فيها أهم التحديات والصعوبات التي تواجههم، لكنها كانت بمثابة شمس أتمنى أن تشرق على الدنيا، لنؤمن جميعا أن الاختلاف لا يعني الدونية أو النقصان، وإنما يعني أن لكل شخص منا خصوصياته ومميزاته.
س/ ما الذي تعنيه لك جائزة "أصغر كاتبة عربية"؟ وما الفرق الذي أحدثته عندك؟
صراحة، لم أكن يوما أسعى لأحصل على هذا اللقب، كلما كنت أصبو إليه هو أن أكون كاتبة، وما خول لي أن أكون كذلك، هو ما وجده والحمد لله أدباء ونقاد في كتاباتي، فأصغر كاتبة عربية، لأنني أصغر كاتبة تلج عالم السرد بطريقة الكبار.
س/ كيف تلقيت الرسالة الملكية؟
كانت مفاجأة صراحة، حينما أستيقظت ذاك الصباح، أحسست بشعور غريب، وكأنها سعادة تظهر وتختفي، لتزف لي بشرى من العيار الثقيل. أحسست أن شيئا رائعا سيحدث ذاك الصباح. لكن لم أتصور أن الروعة ستفوق كل حدود السعادة.
حينما توصلت بها، قرأتها مرات ومرات. دمعت عيوني دموع الفرح، وسعادتي كانت بحجم الكون، ولا زالت وستبقى إلى الأبد. وأدعو الله أن يحفظ مولانا بما حفظ به الذكر الحكيم.
س/ ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أريد أن أسلط الضوء على كل ما يهتم بالآخرين، خاصة من هم في وضعية صعبة، أي أن أعالج من خلال كتاباتي قضايا إنسانية.
س/ قلتِ إنك مولوعة جدا بالقراءة، وكبرت في وسط يدمنها. من هم أبرز الكتاب المغاربة الذين ساهموا في تكوين شخصية عبير الروائية؟
طبعا، هناك عبد السلام البقالي، الطاهر بن جلون، عبد الفتاح كيليطو، حسن أوريد، محمد الأشعري، عبد العزيز كوكاس، لطيفة البصير، وآخرون.