باشرت المملكة المغربية أولى عمليات الإجلاء لفائدة المواطنين العالقين في السودان، على إثر الأحداث الدامية التي يعرفها هذا البلد، غير أن بعض المواطنين المغاربة ما يزالون تحت وطأة الحرب منتظرين دورهم. وتلقت " الأيام 24″ اتصالا من مواطن مغربي مقيم بالسودان يصرح أن " الصواريخ تحاصر منطقته السكنية بالعاصمة الخرطوم، ولا يستطيع التحرك أو الخروج من أجل قضاء حاجته".
وأورد المواطن المغربي الذي يحمل اسم سعيد ويعمل ك"ميكانيكي سيارات" بالعاصمة السودانية الخرطوم أنه " ولحدود الساعة لم يصبنا أي مكروه، لكننا نبقى مهددين في أي وقت".
مضيفا أن " السفارة المغربية بالخرطوم قامت بالتواصل معي من أجل إجلائي من مكان قريب من مسكني، لكنه اتضح أن الأوضاع الأمنية خطيرة، وهو ما يجعل الأمر معلقا إلى إشعار أخر".
مشيرا إلى أن " الأوضاع الأمنية جد متدهورة، والطائرات القتالية تمر فوق رؤوسنا وتطلق النار على الجهة الأخرى، وهو ما يجعلنا مقيدين في منازلنا لا نستطيع تأمين قوتنا واحتياجاتنا".
ويتمنى سعيد أن يتم إجلاؤه في يوم غد بعدما اتضح وجود هدنة بين الطرفين في هذا المساء، لكن السفارة المغربية أخبرته أن الأوضاع هذه الليلة غير مطمئنة تماما ويجب الانتظار إلى يوم غد.
وأعطى الملك محمد السادس تعليماته لتأمين عودة المواطنين المغاربة من هذا البلد، وذلك على إثر الاحداث الأخيرة التي شهدتها جمهورية السودان، وتدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد.
وقامت مصالح سفارة المملكة المغربية بالسودان، بحسب بلاغ لوزارة الخارجية، في مرحلة أولى، بتنظيم قافلة برية انطلاقا من العاصمة الخرطوم في اتجاه مدينة بورت سودان، استفاد منها أكثر من 200 من المواطنين المغاربة المقيمين بالسودان أو الذين تزامن تواجدهم في هذا البلد مع هذه الظرفية الداخلية الصعبة. ولقد وصلت القافلة البرية بسلام مساء اليوم الى مدينة بورت سودان.
كما أعطى الملك تعليماته لتنظيم جسر جوي، بتنسيق مع الخطوط الملكية المغربية، لتأمين عودة المواطنين المغاربة وعائلاتهم إلى أرض الوطن في أحسن الظروف.