Reuters الدخان يتصاعد فوق الخرطوم جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني ةقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، شهدت العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك دامية. وتفيد تقارير بسقوط عشرات القتلى في الاشتباكات بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع. وامتد القتال إلى عدة أجزاء أخرى من السودان، وتشير التقارير إلى أن بعض خدمات الإنترنت قد تمت استعادتها بعد حظرها في وقت سابق بأوامر من هيئة الاتصالات. * مقتل عشرات المدنيين في الصراع على السلطة في السودان * عبدالفتاح البرهان.. قائد الجيش السوداني الذي يخوض معارك شرسة ضد حليفه السابق * من هو محمد حمدان دقلو الملقب ب"حميدتي"؟ "الأرض كانت تهتز" لم يقتصر العنف في السودان على العاصمة فقط، حيث اندلعت مواجهات في بلدات ومدن أخرى، لكن يبدو أن القتال في مدينة بورتسودان الشمالية الشرقية قد تراجعت وتيرته. وقال عثمان أبو بكر، وهو مهندس ومقيم في المدينة، لبي بي سي: "كانت الحياة طبيعية في المدينة" يوم السبت، وفجأة سمعت أصوات الاشتباكات في بعض المناطق. ويضيف أبو بكر:" استيقظت حوالي الساعة 06:30، على صوت طائرات مقاتلة تحوم فوق الحي الذي أسكن فيه، ثم بدأت قوات الدعم السريع في استهدافها بصواريخ مضادة للطائرات، كانت الأرض تهتز، بكل معنى الكلمة". وأضاف أبو بكر قائلا: "مرة أخرى تجمعت عائلتي بأكملها في غرفة واحدة، كنا حقا خائفين حقًا، لكن حوالي الساعة 8:30 صباحًا لم نعد نسمع أصوات القتال، ويبدو أن الجيش آنذاك تمكن من السيطرة على قاعدتي الدعم السريع في المدينة، وبدا أنهم استسلموا في النهاية، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات" وقال: "نزلت إلى الشارع هذا الصباح حوالي الساعة التاسعة، ورأيت جنود الجيش يحتفلون في الشوارع ويطلقون النار في الهواء كان يبدو أن القتال قد انتهى". * دليل مبسط لما يحدث في السودان "دوي انفجارات وإطلاق نار" تقول المتحدثة باسم منظمة أنقذوا الأطفال الخيرية، كاثرينا فون شرودر، التي تعيش في السودان مع ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات:" "يوم السبت، كنا نستعد للعب التنس في مدرسة مع عدد من الآباء الآخرين وعندما اندلع القتال بقينا عالقين في المبنى منذ ذلك الحين". وتضيف: "كانت المدرسة فارغة إلى حد كبير لأنها عطلة نهاية الأسبوع، وعندما وصلنا إلى هنا، سمعنا دوي انفجارات وإطلاق نار، وقررنا البقاء في مكاننا. في ملعب التنس هنا في المدرسة الدولية، وجدنا رصاصتين طائشتين، وسمعنا الطائرات المقاتلة، ثم ذهبنا إلى القبو". "إطلاق نار كثيف" ويقول حميد خليف الله، وهو شاهد آخر على الأحداث في الخرطوم، إن القوات السودانية بدت وكأنها تقصف أهدافاً داخل المدينة. ويصف خليف الله:" استيقظنا على أصوات إطلاق نار كثيف وتفجيرات، وكانت في بعض الحالات أشد من الامس، منذ حوالي 20 دقيقة فقط، كانت هناك أصوات طائرات مقاتلة تحلق فوق حينا وربما تقذف قنابل على مناطق مختلفة من حولنا، في الأساس، تحاول القوات المسلحة السودانية استهداف المواقع التي توجد فيها قوات الدعم السريع". محاولة لتعزيز السيطرة أما الباحثة المقيمة في الخرطوم، ندى واني، فقد أرسلت رسالة صوتية لبي بي سي واصفة الوضع في المدينة صباح الأحد، وقالت:" ازداد الوضع سوءاً منذ الفجر، وشهدت الأحياء المحيطة بالمطار ومناطق أخرى في الخرطوم وبالطبع دارفور وبورتسودان ومناطق أخرى، قصفاً لا يصدق، وأصوات انفجارات، وقصف مدفعي ثقيل". وأضافت: "لا يستطيع معظمنا التعرف على الأسلحة التي يستخدمونها بالضبط. يحاول الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة على المناطق الاستراتيجية الرئيسية داخل العاصمة". وكانت الطبيبة البريطانية السودانية إيمان في الخرطوم تزور أقاربها، وكانت في طريقها إلى المطار يوم السبت عندما اندلعت الاشتباكات، وكانت قد خططت لرحلة قصيرة إلى المملكة العربية السعودية، لكنها ألغيت بسبب القتال. ووصفت مشهد المطار لبي بي سي قائلة: "شاهدت قوات تابعة لقوات الدعم السريع تخترق السياج وتتجه نحو مدرج المطار، لقد كان غريبا جدا". وتابعت قائلة: "سمعنا إطلاق نار، وبعد فترة وجيزة كانت الأرض تهتز، كان الوضع في المطار فوضياً وكان هناك أطفال يبكون". أما المسعف علاء الدين عوض المقيم في الخرطوم بالقرب من قاعدة عسكرية، فقد قال إنه بسبب القتال لم يتمكن من مغادرة منزله لمساعدة الجرحى. وقال: "يجب أن تتفق جميع الأطراف على أن الحرب سيئة وأنه لا توجد حرب جيدة ولا يوجد سلام سيء".