قال عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، إن المغرب شهد ثورة ناعمة جعلته يتبوّأ موقعَ الريادةِ في مختلف مجالات العمران، الصناعة، الرياضة، وغيرها، محققا بذلك طفرة حضارية أدهشتِ الكثيرين، وأثارت في الوقت نفسه حفيظةَ الكثيرين. واضاف وهبي، الذي كان يتحدث للقاء الذي نظمه مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، أمس الثلاثاء، أن" تحديثَ القوانينَ المتعلقةَ بالأحوالِ الشخصيةِ كفيلٌ بتوفيرِ المناخِ الملائمِ لتسريعِ وثيرةِ النموِّ الاقتصاديِّ والتنميةِ البشريةِ، وخلق بيئة عمل مشجعة على الإنتاج والخلق والابتكار. وأكد وهبي أن الحريات الفردية مصلحة وطنية تستجيبُ لمقتضياتِ الحداثة ولا تتعارض مع روحِ الدينِ الإسلامي، مشيرا إلى أن الإسلام والحداثة يشتركانِ في القيم العليا نفسِهَا: الحرية، الكرامة، المُساوَاة، العدل، العفو، المحبة، الرحمة، الحكمة، إلخ". وتابع "غير أني أميز ابْتِدَاء بين الدينِ والفهم التارِيخِي للدين: فَالدين شعور نابع مِن فطرةِ كل شخص بنحْو عفوِي يتناسب مع شخصِيتِهِ، وذلك وِفْق تَعالِيمِ الذكرِ الحكِيمِ ]لَا إِكرَاهَ في الدِّين[ ]البقرة 256[، ]كُل يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه [ ]الإسراء 84[، ]لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا[ ]البقرة148[، ]وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفسٍ إلّا عَليْها ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى[ ]الأنعام 164[، ]وَمَا أرسلْنَاكَ إِلاَّ رحْمةً للعَالمِين[ ]الأنبياء 107[، ]لا إكراه في الدِّين[ ]البقرة 256[، والآياتِ البيِّناتِ كَثِيرَاتٍ؛ أَمَّا الفَهْم التَّارِيخِيّ للدِّين فَتخْترِقُهُ وِجْهةُ نَظَرٍ تسلطِية، مفادُها أن الدينَ نمط واحِد، شاكِلةٌ واحدة، وجْهة واحِدَة، ما يَعْني الإكْراهَ. والإكْراه مكْروه قُرآنِي".