أصيب عشرات المصلين المعتكفين بالاختناق، ليل الثلاثاء/الأربعاء، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، وإطلاقها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام، والصوت صوبهم. وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال حطمت أحد نوافذ المصلى القبلي واعتلت سطحه، وأطلقت قنابل الغاز السام، والصوت، صوب المعتكفين، قبل أن تقتحم المصلى القبلي من جهة العيادة، وتعتدي على المعتكفين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وكشف مقطع فيديو عن تعرض المعتكفات في المسجد الأقصى للضرب المبرح وهن يستغثن "يا الله.. يا الله".
وقالت امرأة مسنة بينما كانت جالسة خارج المسجد الأقصى تحاول جاهدة التقاط أنفاسها قبل أن تنفجر في البكاء "أنا كنت قاعدة على الكرسي، بيضربوا قنابل، بعدني بقرأ (القرآن) جت قنبلة على صدري".
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال حاصرت المعتكفين وأطلقت وابلا من قنابل الغاز السام، والصوت، صوبهم في محاولة لإخراجهم عنوةً.
وأظهرت مقاطع فيديو، اعتداء قوات الاحتلال على المعتكفين، بالضرب المبرح باستخدام العصي وأعقاب البنادق، قبل أن تعتقل عددا منهم.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان بوقوع "سبع إصابات خلال مواجهات خارج أسوار المسجد الأقصى. تم نقل إصابتين للمستشفى" وقال إن الإصابات ناجمة عن "(الرصاص) المطاطي واعتداء بالضرب".
وكان قال في بيان سابق "قوات الاحتلال تمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد الاقصى المبارك وتعتدي عليها"، معلنا عن رفع درجة التأهب القصوى "واستنفار جميع طواقمه ومتطوعيه".
وفي وقت سابق، من ليلة أمس، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المصلين، في ظل دعوات المنظمات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، الأربعاء، وذبح قرابين الفصح.
وأفادت مصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت على الأقل 200 من المعتكفين في المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد، واعتدت على مجموعة من المرابطين داخل باحاته، وأخرجتهم بالقوة.
أضافت أن قوات الاحتلال حاصرت المصلى القبلي وقطعت التيار الكهربائي عنه، وأطلقت قنابل الصوت داخله، وحاولت إخراج المعتكفين منه بالقوة.
في سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال طريق الواد في البلدة القديمة، وكثفت من تواجدها في أحياء البلدة.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس غد الأربعاء ويستمر حتى 12 من شهر أبريل الجاري.
وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضا دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.
وكانت حركة "عائدون لجبل الهيكل" المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيقل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح "قربان الفصح" داخل الحرم القدسي. كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيقل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.
ودعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15:50 عصرا وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.
وخرجت مسيرات في العديد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة نصرة للمسجد الأقصى وتنديداً بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات انطلقت في مدن قطاع غزة، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات تنادي بضرورة "نصرة الأقصى".