ينتظر أن يتم الكشف مساء اليوم الإثنين 27 فبراير 2023، عن نتائج الانتخابات الرئاسية بنيجيريا، حيث يتنافس 18 من المرشحين على خلافة محمد بخاري، غير أن السباق انحصر على 3 مرشحين بارزين وهم، بولا تينوبو من حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، وبيتر أوبي من حزب العمال، وأبو بكر أتيكو عن حزب الشعب الديمقراطي. وتُطرح العديد من الأسئلة حول نتائج هذه الانتخابات الرئاسية ومدى تأثيرها على علاقات الدولة الغازية وذات الكثافة السكانية الأكبر في إفريقيا من الناحية الدبلوماسية الخارجية، خاصة في علاقتها مع غرب إفريقيا ومشروع الغاز نيجيريا المغرب، إضافة إلى اتفاقيات الشراكة والتعاون التي تم توقيعها إبان زيارة الملك محمد السادس لنيجيريا سنة 2016، إضافة للزيارة الرسمية للرئيس محمد بخاري للمغرب سنة 2018.
وأطلق مشروع أنبوب الغاز في دجنبر2016، حيث تم إطلاق دراسة الجدوى في ماي 2017، كما وقع المغرب ونيجيريا ودول غرب إفريقيا، خلا شهر شتنبر الماضي بالرباط، مذكرة تفاهم لتأسيس خط أبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا. والذي سيعبر 13 دولة في غرب إفريقيا قبل أن يصل إلى أوروبا، بحيث سيمتد على طول 5660 كلم، والذي تقدر تكلفته ما بين 25 و30 مليار دولار.
كما أطلق الملك والرئيس النيجيري، شراكة استراتيجية لتنمية صناعة الأسمدة بنيجيريا، في إطار رؤية مشتركة للبلدين، من أجل تنمية إفريقيا، وفي إطار إرادة قوية لتقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية. حيث تروم هذه الشراكة أيضا تطوير منصة لإنتاج الأسمدة في نيجيريا، وبالتالي المساهمة في تطوير سوق الأسمدة في هذا البلد.
وتعليقا على الموضوع، قال الشرقاوي الروداني، الخبير الإستراتيجي، إن العلاقات المغربية النيجيرية، علاقات استراتيجية بالنظر إلى المشاريع المهيكلة التي تجمع البلدين وعلى رأسها أنبوب الغاز وكذلك تدبير الفلاحة النيجيرية، إضافة إلى التعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة وخاصة شمال نيجيريا، والتعاون الاقتصادي في منطقة غرب إفريقيا.
وأوضح الروداني في تصريحه لموقع "الأيام 24″، أن المحور المغربي النيجيري هو محور إستراتيجي لا يتغير بتغير الرؤساء، مبرزا أن هناك وعي تام لدور المغرب في العديد من المعادلات الاقتصادية والطاقية وكذلك دور المغرب ونيجيريا داخل الاتحاد الإفريقي وكذا الاندماج المنشود داخل القارة.
وأضاف المتحدث نفسه، أن وصول أي رئيس لسدة الحكم لا يغير العلاقات الحالية بين نيجيريا والمغرب بقدر ما يمكن أن تتطور إلى مستويات أخرى، بالنظر لوجود العديد من القطاعات التي تحتاج إلى تطوير هذه العلاقات وتقوية الشراكة المغربية النيجيرية، التي بدأت منذ سنة 2016 تحت ما يسمى ب"الاستدراك الإستراتيجي" من طرف البلدين لتثيبت هذه العلاقة بما يخدم مصلحة البلدين والشعوب الإفريقية.
وأشار الخبير الإستراتيجي إلى ان الانتخابات النيجيرية تأتي في سياقات متعددة، ومنها ما بعد جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية والاهتمام الكبير بالطاقة، مشيرا في الآن ذاته، إلى أن هذا ما يجعل نيجيريا تحتاج إلى فرص لتدبير مجموعة من الأمور المرتبطة بمحددات قوتها كمركز ثقل لإنتاج الغاز وتصديره نحو دول غرب أوروبا.
في الإطار ذاته، أكد الروداني، أن المملكة المغربي قادرة على أن تفعل دورا كبيرا في جعل نيجيريا دولة ذات بعد كبير في جيوسياسية المنطقة خاصة في منطقة غرب إفريقيا، لافتا إلى ضرورة عدم تجاهل المساهمة الكبيرة للمغرب ونيجيريا في مجموعة من الأمور المرتبطة في الاندماج الافريقي كمنطقة التبادل الحر القارية ثم الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بدول غرب إفريقيا وهو ما يُساعد على ترتيب مجموعة من الاستراتيجيات لتقوية هذه الشراكة.
من جهة أخرى، أبرز المتحدث ذاته، أن المغرب وعن طريق المكتب الشريف للفوسفاط وعبر توقيع العديد من الاتفاقيات التي أصبحت تعود بالخيرات عل الفلاحة النيجيرية، وساهم في خلق مرحلة جديدة فيها عن طريق الأسمدة التي تستوردها نيجريا من المغرب، مضيفا من ناحية ثانية تواجد المغرب من خلال الدبلوماسية الدينية حيث تلعب المملكة دورا كبير ومهم خاصة وأن العديد من الأئمة النيجيريين يتم تكوينهم في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة.
وأضاف الروداني، أن المغرب يلعب أيضا دورا كبير في الاستقرار الأمني ومحاربة التطرف الديني داخل هذا البلد المحوري، مؤكدا ان مقاربة المغرب في محاربة الإرهاب تم بناؤها على مجموعة من المستويات متعددة الأطراف، ومنها التنمية الاقتصادية والبشرية وكذلك المسألة الأمنية البحثة والتي تشاركها المملكة بكل انفتاح مع نيجيريا.
وأشار الخبير الاستراتيجي، إلى أن مشاركة نيجيريا في العديد من المنتديات ومنها المشاركة في منتدى مراكش لمحاربة الإرهاب وداعش والقاعدة في القارة الافريقية ثم احتضان المغرب للمكتب الأممي لمحاربة الإرهاب داخل القارة الإفريقية يُعدان محددا مهما كما يظهران كذلك الدور المغرب في استسباب الأمن والاستقرار ليس في دول الساحل وجنوب الصحراء ولكن أيضا في جول غرب إفريقيا الت يتعبر جيوسياسية مهمة بالنسبة لمحددات القوة بالنسبة لنيجيريا.
يذكر أن الشراكة الاستراتيجية لتنمية صناعة الأسمدة بنيجيريا "جنوب-جنوب"، تهم مجموع مكونات سلسلة القيمة الفلاحية، انطلاقا من وضع حلول للتخصيب ملائمة لطبيعة التربة والزراعات النيجيرية، وصولا إلى تلبية حاجيات السوق المحلية من الأسمدة، فضلا عن إرساء تدابير لمواكبة الفلاحين المحليين.
ويهدف هذا التعاون إلى تأمين تزويد السوق النيجيرية بالأسمدة بأسعار تنافسية، ومشاطرة خبرة حقيقية في مجال تنمية بنيات تحويل محلية، والنهوض بالابتكار ومجهود البحث والتطوير، وتعزيز مدارات التوزيع المحلية، وتعميق سبل انتشار الأنظمة الفلاحية القائمة.