احتشد متظاهرون أمام مبنى السفارة السويدية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، يوم الاثنين، احتجاجا على حرق نسخة من المصحف. وكان راسموس بالودان، السياسي الدانماركي المنتمي إلى اليمين المتطرف، قد أحرق نسخة من المصحف أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة السويديةستوكهولم في وقت سابق من الشهر الجاري. وتسبب حادث إحراق المصحف، ومظاهرات أخرى قام بها متطرفون، في أزمة دبلوماسية بين السويدوتركيا. وتحتاج السويد إلى موافقة تركيا من أجل الانضمام لحلف شمال الأطلسي الناتو - وهو شيء مهدَّد الآن. وإلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا إن بلاده قد توافق على عضوية فنلندا، ولكن ليس السويد. * حرق المصحف في السويد: "غضبة مليارية" وحملة لمقاطعة المنتجات السويدية تتصدر مواقع التواصل * تركيا تلغي زيارة وزير الدفاع السويدي بسبب مظاهرة مناهضة لها في ستوكهولم واشتعلت مظاهرات في بلدان أخرى خلال الشهر الجاري احتجاجا على حرق المصحف. ومن هذه البلدان: باكستان والعراق وإيران وأفغانستان ولبنان. وقالت السفارة السويدية في جاكرتا إن حرق المصحف لا يعكس رأي الحكومة السويدية. وقال أحد المتظاهرين في جاكرتا: "نطالب الحكومة الإندونيسية بعدم الاكتفاء بإدانة ما حدث، وبالانضمام لحملة مقاطعة كل ما هو سويدي". وقال متظاهر آخر: "إن ما فعله هؤلاء (السويديون) كان إهانة لكتابنا المقدس". ومنذ اجتياح روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، تسعى السويدوفنلندا للانضمام لحلف الناتو. ولكي يتوسع الناتو، يجب أن يوافق على ذلك كل أعضاء الحلف الثلاثين - وبينهم تركيا. وفي يونيو/حزيران الماضي، كانت تركيا فيما يبدو قد وافقت مبدئيا على عرض تقدمت به كل من السويدوفنلندا للانضمام للناتو. لكن الموافقة النهائية أرجئت. وقالت تركيا للسويد إن عليها طرد عدد من الأكراد تعتبرهم أنقرة "إرهابيين". ومارست تركيا ضغوطا على السويد للابتعاد عن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "جماعة إرهابية". وأجرت السويد تغييرات قانونية تسمح لها بسن قوانين أكثر حزماً لمكافحة الإرهاب، كانت طالبت بها تركيا. كما رفعت الحكومة السويدية حظرا على بيع معدات عسكرية إلى تركيا. وكان هذا الحظر قائما منذ التدخل التركي في سوريا عام 2019. لكن مشهد شنق دمية على هيئة الرئيس التركي بأيدي أكراد في ستوكهولم في يناير/كانون الثاني الماضي أثار غضب أنقرة. وقامت تركيا في أعقاب ذلك بإلغاء زيارة لوزير دفاع السويد كان مخططا لها سلفا. كما تزامن ذلك مع مشهد حرق نسخة من القرآن في السويد. وكانت الآمال معقودة على هذه الزيارة للحصول على موافقة تركيا على طلب السويد الانضمام للناتو.