إعداد: الحسن أيت بيهي الحرص الذي يبديه أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لحضور كل المباريات التي يلعبها المنتخب الوطني المغربي بالمونديال الذي تستضيفه بلاده حتى يوم الأحد القادم (18 دجنبر)، وتلويحه في كل انتصار يحققه المغرب بالعلم الوطني رفقة باقي أفراد عائلته الأميرية، ما هو إلا انعكاس لنبض الشارع القطري الذي يفيض بحب للمغرب وإنجازات المنتخب الوطني، منذ انطلاق صافرة هذا المونديال في ال20 من نونبر الماضي. كما أن حضور أمير قطر في الملعب شكل مصدر إلهام لكل المواطنين القطريين من أجل مواصلة تشجيع منتخبنا بعد أن أصبح هو الحصن الأخير في هذا المونديال للدفاع عن مشاركة العرب المتميزة في هذه الدورة والتي عرفت أكبر مشاركة للمنتخبات العربية في هذا العرس الكروي العالمي منذ انطلاقته بالأورغواي عام 1930.
سبق لأمير قطر قبل بداية عرس العالم الكروي أن عبر مرارا وتكرارا على أن المونديال الذي تنظمه بلاده سيكون مونديال العرب بامتياز، وهو ما بدا جليا منذ أول يوم فيه حيث ظهرت بصمة العرب، وخاصة المغرب الذي أشرف من خلال الفنان ريدوان على كافة تفاصيل حفل الافتتاح الذي أبهر العالم، وجعل أمير قطر بعد نهايته يعانقه عناقا حارا أمام أنظار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أنفينتينو، ومرورا بتصوير الفقرة الإعلانية للمونديال في مراكش، والاستعانة بخبرة الأمن المغربي في تأمين كافة التفاصيل سواء داخل أو خارج الملاعب، فضلا عن التفاعل الكبير للمواطنين القطريين الذين يعبرون مع كل انتصار يحققه المغرب أنه انتصار يعنيهم مباشرة بالدرجة الأولى.
تفاعل الأسرة الحاكمة
ليس الأمير الحاكم وحده من يتفاعل مع المنتخب، ولكن أيضا والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأمير السابق لقطر أو «الأمير الوالد» كما هو لقبه الرسمي بعد تنازله عن الحكم للشيخ تميم قبل تسعة أعوام، حيث يحرص هو الآخر على متابعة مباريات المنتخب من داخل المقصورة المخصصة للشخصيات المهمة داخل الملعب، رفقة زوجته الشيخة موزا بنت ناصر والدة الأمير تميم.
كما يحضر أيضا إخوة الأمير وباقي أفراد عائلة آل ثاني، وكذا أعضاء الحكومة ومجلس الشورى وغيرهم من المسؤولين الذين لا يخفون انبهارهم بمسار المنتخب المغربي، وكأن لسان حالهم يقول: إذا كانت قطر قد نجحت في تقديم أفضل نسخة ممكنة حتى الآن من المونديال، والتي ستضع من سيأتون بعده في مأزق السعي إلى التفوق، فإن مسار المغرب سيتعب من سيشارك بعده من المنتخبات العربية في أي دورة مقبلة من المونديال، لأنه سيكون مطالبا بتحقيق التفوق على ما ينجزه. وكأن الحال تنزيل تام لمقولة «مونديال العرب للعرب» التي قالها الأمير نفسه ذات يوم، وكررها في لحظة الافتتاح الرسمي أمام مليارات البشر الذين كانوا يتابعونه عبر الشاشات أو داخل الملعب، وهو يعلن عن انطلاق أهم حدث كروي في العالم، وأهم حدث يمكن لدولة عربية أن تحتضنه وتضع بصمتها الخاصة عليه، لكن قطر اختارت أيضا أن تضع بصمة العرب كلهم، من المحيط إلى الخليج، وعلى وجه الخصوص بصمة المغرب، في كل ما له علاقة بهذا المونديال.
احتضان شعبي للمنتخب
احتضان قطر أرضا وشعبا لإنجازات المغرب، بدا جليا في جميع المستويات، وذلك من خلال العديد من مصادرنا هناك الذين أكدوا أن عددا كبيرا من المواطنين فتحوا مجالسهم لاستقبال المغاربة وتقديم كل أشكال الدعم والتسهيلات لهم، فضلا عن لجوء عدد من العائلات خاصة في محيط ملعب الثمامة الذي لعب فيه المغرب أغلب مبارياته، إلى توزيع الحلويات على الجمهور خلال خروجهم من الملاعب، احتفالا بانتصارات الكرة المغربية التي لا تتجزأ عن الكرة العربية. فيما أكدت مصادر أخرى أن اسم المغرب بات حاضرا في أكبر نقطة لتجمع الجمهور من كل أنحاء العالم وهي سوق واقف كوجهة سياحية تراثية، حيث يتفاعل الجميع مع مختلف أشكال التشجيع التي يقدمها الجمهور المغربي هناك، بل وتم دفع عدد من زوار قطر إلى التوافد بكثرة على المطعم المغربي الوحيد الموجود في السوق والذي يحمل اسم «طاجين» ويقدم قائمة متنوعة من المأكولات، في أجواء تحمل بصمات من التراث المغربي سواء من حيث الديكورات أو طريقة الجلوس. وعلى رأس المأكولات المطلوبة داخله وجبة «الكسكس» التي تزايد الإقبال على تناولها في هذا المكان، إلى جانب باقي الأكلات التي تقدم على أنغام الموسيقى المغربية التقليدية من طرب أندلسي وأغاني شعبية، كما أفادنا بذلك عدد من المغاربة المقيمين في قطر والذين أكدوا أن الاحتفالات التي يعرفها السوق تقام في الساحة المقابلة لهذا المطعم، من أجل جذب أكبر عدد من الجمهور لتعريفهم بالثقافة المغربية التي أصبحت عنوانا كبيرا لرواد هذا المكان.
ليست الثقافة فقط أو الطعام والموسيقى ما جذب المواطنين وزوار قطر إلى المغرب، بل حتى الكلمات المغربية الدارجة أضحت تفرض حضورها على المعيش اليومي في قطر خاصة عبارة «ديما مغرب…» بدلالة أصبحت حاضرة على ألسنة المواطن القطري هذه الأيام والذي يرى فيها، حسب عدد ممن تحدثنا إليهم أنها تعني له الكثير ويعتبرها بمثابة كلمة السر التي تؤكد على فخرهم بإنجازات المغاربة، إلى درجة أن عددا منهم حرصوا على توثيق هذه الجملة القصيرة بهواتفهم ونشرها على حساباتهم، خاصة على مستوى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي ينشط فيه القطريون كثيرا، على خلافنا نحن المغاربة الذين نتواجد بكثرة على موقع «فيسبوك». كما أن جولة قامت بها «الأيام» في عدد من هذه الحسابات لا تكاد تخلو من صورة للمنتخب الوطني المغربي مع المتمنيات بالتوفيق والنجاح ومواصلة «الحلم العربي» في المونديال، خاصة صور المباراة ضد إسبانيا في ثمن النهائي، والتي اعتبرها كثير منهم الأهم في مسار المنتخب بالمونديال، والتي شدت أعصابهم في ظل احتكار الكرة من طرف أبناء إنريكي، قبل أن يعرف المغرب كيف يخرجهم من هذا العرس العالمي، ويخرج من بعدهم رفاق رونالدو.
المغرب والحلم العربي
قطر والقطريون، يعتبرون أن المغرب هو تجسيد للحلم العربي على أراضي ملاعب المونديال. بفضل الواقعية التي يعتمدها مدرب المنتخب وليد الركراكي الذي أصبحت عباراته «ديرو النية» تغزو الأحاديث والمجالس القطرية، ويعتبرونها بمثابة فأل حسن على المنتخب الذي لا يؤمن سوى بنفسه، رغم أن الترشيحات كانت تخرجه دائما من مواصلة المنافسة، بدليل أن معظم المحللين الرياضيين كانوا يعتقدون أن المغرب حتى لو تأهل إلى الدور الثاني فسيكون ثانيا داخل مجموعته التي وصفت بكونها «مجموعة الموت» ولم يكن أكثر المتفائلين يعتقد أنه سيكون بطلا للمجموعة خاصة في ظل مجيئ مدرب جديد قبل 3 أشهر من انطلاق المونديال. كل هذا جعل الركراكي يصبح أيقونة عربية للانتصارات ولقبه «راس لافوكا» يتصدر العديد من الترندات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الإعلام القطري، يكفي رقن اسمه في محركات البحث بمختلف الوسائل الإعلامية الصادرة فيه لتجده متصدرا رفقة أسماء لاعبي المنتخب الذين أصبحوا أشهر من نار على علم، وفي أقل من شهر من تواجدهم بالديار القطرية، بعد أن تحولوا كلهم إلى نجوم من المؤكد أن قيمتهم السوقية ستتضاعف كثيرا بعد نهاية هذا الحدث، خاصة مع تقدمهم إلى المربع الذهبي للنهائيات وتكذيبهم لكل التكهنات.
لا تعارض في التصريحات التي استقتها «الأيام» بخصوص المنجزات التي يحققها المنتخب المغربي في مونديال قطر، حيث أجمعت كلها على أن المغرب أصبح «فخر العرب» في هذه البطولة، كما عبرت مختلف هذه الآراء عن تطلعها لرؤية المنتخب في النهائي المرتقب يوم الأحد القادم بملعب لوسيل.
في هذا السياق، عبر محمد صادق العماري، رئيس تحرير جريدة الراية عن سعادته بما حققه المنتخب المغربي، متوجها بالتهنئة إلى كل العرب وكافة الشعب المغربي على تشريف المنتخب المغربي للشعوب العربية، مشيرا إلى أن المباريات التي قدمها المنتخب الوطني المغربي كانت رائعة على مدار أيام المونديال، ومتمنيا رؤية الفريق في النهائي، و»هذا ما يتطلع إليه كافة أفراد الشعب القطري الذين أصبحوا يعتبرون أن منتخب المغرب هو فخر العرب ويدافع عن وجود العرب في هذا المونديال الذي أبان عن مدى قدرة العرب على تنظيم الأحداث الكبرى من خلال دولة قطر التي أبهرت العالم».
منصور المهندي، المطرب القطري الذي شارك في حفل افتتاح كأس العالم بتقديم أغنية من فن «النهمة» البحرية، قال إنه يرفع القبعة للمنتخب المغربي «ونقف له كلنا كعرب بكل تحية وإجلال، لما قدمه من لعب يرفع الرأس ويشرف الكرة العربية، متمنيا له أن يتوج بطلا ويرفع الكأس الغالية». فيما توجهت هند المهندي، الإعلامية ومقدمة البرامج بإذاعة قطر عبر «الأيام» بتهنئتها للشعب المغربي على ما يحققه المنتخب الوطني ملخصة مشاعرها في جملة واحدة «مبروك الفوز والتأهل إلى الأدوار المتقدمة من مونديال العرب في قطر».
بدوره، قال المواطن القطري مطر بن صباح الكواري، في تصريح ل»الأيام» إن «ما فعله منتخب المغرب إنجاز كبير كأول منتخب عربي يصل إلى دور الثمانية، وهو إنجاز يحسب أولا للمغرب وثانيا للكرة العربية. وهو قادر على أن يسير بعيدا وأملنا فيه كبير لتوفره على لاعبين موهوبين لديهم مستقبل كبير»، مضيفا أنه شخصيا كان يتوقع قبل بداية المونديال بأن يكون المنتخب المغربي هو «الحصان الأسود» الذي سيواصل مشواره بنجاح من بين الفرق العربية الأربعة، وذلك لوجود مدرب من طينة وليد الركراكي الذي يعرفه القطريون جيدا إذ سبق له تدريب فريق الدحيل، كما أنه من طينة المدربين الذين ينجحون في خلق نوع من التلاحم بين أعضاء الفريق، رغم قصر المدة التي قضاها على رأس الفريق المغربي. وبالتالي فإن ما يقدمه في المونديال مقنع إلى حد بعيد، وهو ما يجعله مرشحا لأن يواصل رحلته حتى النهائي، وتحقيق ذلك سيمكن أيضا من تواصل وجود الجمهور المغربي في الدوحة بعدما نجح هو الآخر في خلق أجواء أكثر من رائعة.
محمد المهندي مدير إذاعة قطر: نعيش حالة فخر .. فالاستضافة عربية والإنجاز عربي
محمد ناصر المهندي، مدير إذاعة قطر الرسمية، قال إنه كان من البديهي أن يشعل الفوز التاريخي للمنتخب المغربي، خاصة في مبارياته الإقصائية على نظيريه الإسباني والبرتغالي، مشاعر القطريين بل والعرب في جميع أرجاء الوطن العربي، فهي المرة الأولى التي يصعد فيها منتخب عربي إلى دور نصف النهائي في كأس العالم وهو ما شكل في حقيقة الأمر هالة عربية تدعو بالفعل للفخر لكل عربي بحكم أن الاستضافة عربية والإنجاز عربي.
مدير إذاعة قطر، أضاف في تصريحه ل»الأيام» أن السيارات بعد تحقيق المنتخب المغربي لكل فوز، تجوب الشوارع كما يرفع المواطنون القطريون ومعهم المقيمون علم المغرب تعبيرا عن فرحتهم وفخرهم بالإنجاز المستحق. كما ازدانت أبراج الكورنيش بعلم المغرب تقديرا وإجلالا للمنتخب المغربي، وهو ما انعكس في نفس الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر المغردون القطريون عن فخرهم بتأهل المنتخب المغربي.
المهندي أضاف في سياق تصريحه أن «أغلب القطريين كانوا شغوفين بالحضور في الملعب دعما ومؤازرة لهذا المنتخب العربي العريق، ومشاركة الفرحة التي غمرت الجمهور القطري والعربي في المدرجات بهتافات وعبارات تدل على الانتماء والتلاحم العربي، عندما يتعلق الأمر بمنافسة صعبة كهذه، بحيث أنك لا تفرق بين الجنسيات العربية التي كانت موجودة في الملعب، فالكل كان يومها مغربيا شكلا ومضمونا. كما كانت هناك أجواء من الفرح الصادق والمشاعر الجياشة تسطع بشكل عفوي وتغمر الشوارع القطرية وتسيطر على تحليلات وسائل الإعلام القطرية بكافة محطاتها، في مشاهد قل نظيرها أحدثها الفوز العربي في المونديال العربي»، مضيفا أن المغرب نجح في تقديم صورة مشرفة للكرة العربية، «حيث لم يكن فوز المغرب على إسبانيا أو البرتغال فوزا عاديا، ذلك لأنه أصبح بذلك أول منتخب عربي يتأهل إلى الدور نصف النهائي في تاريخ كأس العالم، بل وأصبح الحارس ياسين بونو أول حارس عربي يتصدى لركلتي ترجيح في تاريخ كأس العالم»، ومعبرا عن بهجته بإنجازات المنتخب المغربي الذي كان فخر المونديال العربي وفخر الصعود العربي.
محمد السعدي: مع المغرب قلبا وقالبا حتى النهاية
الإعلامي والكاتب الصحفي القطري محمد السعدي، يرى أن ما حققه المغرب خلال المونديال يجعل الشعب القطري يسانده قلبا وقالبا حتى النهاية، مشيرا إلى أن المغرب نجح في أن يحفر اسمه في مجلدات الرياضة العالمية، متوجها بالشكر «للمغرب وللملك محمد السادس على هذه المتعة الكروية القادمة من المغرب، ولكل لاعب على دفاعه عن حظوظ العرب في هذا المونديال الذي يتواصل نجاحه على كافة الأصعدة، برعاية من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، الذي قال مرارا وتكرارا بأن هذا المونديال هو مونديال العرب وللعرب»، ولذلك، يضيف السعدي في تصريحه للأيام: «كانت المشاركة من خلال 4 فرق عربية هي دولة قطر والمملكة العربية السعودية وجمهورية تونس والمملكة المغربية، وإن كانت مشاركة البلدان الثلاثة الأولى قد انحصرت في أدوار المجموعات، إلا أن منتخب المغرب (أسود الأطلس) كانت مشاركته مبهرة وجميلة جدا، تنم عن وجود أسماء شابة أبت إلا أن تكون لها بصمة خاصة وتوقيع استثنائي في هذا المونديال، وهو ما جعل كل الشعوب العربية والإسلامية وخاصة المواطنين في قطر وأيضا المقيمين، يؤازرونه بسبب ما قدمه من روح وترابط وطني حقيقي، لذلك كانت المشاركة فعالة جدا توجت حتى الآن بوصول المغرب لدور الأربعة كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق ذلك، وهذا يأتي من خلال حرص القيادة الحكيمة في المغرب الحبيب على تنمية المجال الرياضي وتشجيعه وتحفيز أبنائه على أن من يرتدي هذا القميص عليه أن يضحي بكل شيء للعب من أجل الوطن» يؤكد الإعلامي القطري في تصريحه.
المطرب والفنان القطري علي عبدالستار: قطر استضافت المونديال والهدية أن المغرب كان بطلا لها
علي عبدالستار، المطرب القطري والذي يحمل لقب «سفير الأغنية القطرية» أكد أن الفن والرياضة لهما دور كبير في لم الصفوف وتحقيق الوحدة بين الشعوب، مشيرا في تصريحه ل»الأيام» إلى أن هذا تحقق على أرض قطر ومن خلال فريق عربي هو المنتخب المغربي الذي نجح في لم شمل وحدة عربية من المحيط إلى الخليج.
وأضاف علي عبدالستار أن «نجاح المنتخب المغربي هو نجاح لكل عربي وكذلك للمونديال الذي أذهل منذ اللحظة الأولى العالم، من خلال التنظيم المحكم الذي قامت به دولة قطر على أرض عربية، حيث يثبت العرب لأول مرة للعالم بأن قطر والدول العربية جميعا قادرون على تنظيم مثل هذه الفعاليات، وهي رسالة للعالم وصلت لكل الشعوب ونحن كقطريين نفتخر بهذا الإنجاز ونفتخر بهذه القيادة التي يقودها أمير قطر»، معتبرا أن النجاح سيكون حليف قطر في التنظيم والمغرب في أدائه المعجز، «خاصة وأن المنتخب المغربي أبهر الجميع بمهارات لاعبيه، وهو ما يجعل هذا الفريق وكأنه حصل على كأس العالم، حتى يتذكر التاريخ أن قطر استضافت المونديال وكان البطل عربيا»، معبرا عن أمنيته في أن تذهب الكأس إلى المغرب لكونه يستحق تحقيق ها الإنجاز.
ريدوان .. المغربي الذي أبهر العالم في افتتاح المونديال
لن ينسى القطريون لأجيال، حفل الافتتاح الأسطوري الذي احتضنه ملعب «البيت» بمدينة الخور القطرية يوم 20 نونبر الماضي بمناسبة انطلاق فعاليات مونديال 2022.
لقد أجمع الكل على أن الحفل كان مبهرا إلى أقصى الحدود، وتم من خلاله تقديم دروس في الإنسانية والتعايش، والدعوة إلى السلم والعدالة، من خلال الحوار الذي جمع بين الشاب القطري غانم السليطي والنجم العالمي مورغان فريمان وكذا من خلال اللوحات التي تم من خلالها العمل على إبراز إرث من كل دولة من الدول ال32 المشاركة في هذه الدورة.
الحفل الذي حظي بمتابعة إعلامية واسعة وشاهده أكثر من 3 مليارات من البشر، يقف وراءه فنان ومبدع مغربي اسمه نادر خياط يعرف بلقب ريدوان، وقف على كافة التفاصيل الخاصة بالحفل من الألف إلى الياء، فاستحق إشادة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي حرص على استقباله وتبادل الحديث معه رفقة رئيس الفيفا، تعبيرا منه عن إعجابه ورضاه بالمستوى الفني الكبير الذي تم تقديمه خلال هذا الحفل.
ريدوان أثار أيضا إعجاب القطريين الذين اعتبروا ما قدمه حلما من أحلام العرب، وجعله يدخل إلى قلوبهم قبل بيوتهم، خاصة وأنه حرص على استحضار تراثهم الغنائي في فقرات الحفل سواء من خلال تقديم العرضة القطرية والتي هي بمثابة رقصة تقليدية يحرصون على تأديتها في حفلاتهم، أو فن «النهمة» الذي يحيل على التراث البحري لقطر، وهي مجموعة من الآهات والأهازيج الشعبية التي كانت ترافق مواسم الغوص على اللؤلؤ في شواطئ قطر قبل الطفرة النفطية، باعتبار أن البحر كان هو المورد الأساسي لعيش القطريين، ومرورا بمختلف مراحل التحديث التي عرفتها البلاد، ما جعلهم يرون فيه خير من يقدم هذا الإرث الحضاري الذي يفتخرون به ويعتزون به كجزء من شخصيتهم.
لم يأت إشراف ريدوان على الحفل اعتباطيا، لكنه نتاج مجهود جبار بذله منذ تعيينه مديرا تنفيذيا للترفيه الإبداعي في «الفيفا» ما جعله يقدم رؤيته لهذا الحدث كاملا، على خلاف نسخة البرازيل التي شارك فيها أيضا ولكن بأغنية واحدة فقط. مقدما في هذا المونديال ألبوما كاملا أدار فيه العشرات من الفنانين، خاصة أغنية «ارحبو» التي أداها كل من النجم البورتوريكي أوزونا ومغني الراب الكونغولي غيمز وإلى جانبهم الفنان القطري فهد الكبيسي، وكذا الأغنية الرسمية لهذه النسخة والتي حملت عنوان «هيا هيا» وأداها الفنان الأمريكي ترينداد كاردونا، والفنان النيجيري دافيدو، إضافة إلى الفنانة القطرية عائش، حيث نجح ريدوان في رهانه على هذا التنوع الجغرافي للمشاركين في أغاني المونديال وإدماج المكونات الثقافية المتنوعة فيها، فضلا عن اعتماد أسلوب موسيقي مزج من خلاله بين إيقاعات الريغي الأمريكية والإيقاعات الخليجية في سعي إلى بث رسالة مفادها أن الفن قادر على إذابة الخلافات السياسية والفوارق العرقية والثقافية.