مع الانجاز غير المسبوق الذي دشنه المغرب في تاريخ كؤوس العالم وبلوغه نصف النهائي لملاقاة بطل العالم فرنسا، تحدث كثيرون عن كور التكوين الداخلي في المغرب الذي أسهم في تحقيق هذا الإنجاز خاصة من خلال دور أكاديمية محمد السادس بسلا. الأكاديمية التي ساهمت في صقل مواهب كثيرة ابرزها، يوسف النصيري الذي سجل هدفا خرافيا أمام البرتغال، وعزالدين أوناحي صاحب قدم يمنى سحرية، والذي يحصد الثناء من جميع أطرافه، إلى جانب رضى التكناوتي.
الاتحاد الدولي لكرة القدم، "فيفا"، هو الآخر اهتم بالتجربة المغربية في التكوين عبر أكاديمية محمد السادس، قالت في موقعها الإلكتروني" أكاديمية محمد السادس .. سر تألق المغرب"، واضعة مقارنة بين الأكاديمية المغربية وأكاديمية اسباير القطرية ودورها في تقدم الرياضة في البلاد خاصة كرة القدم، وقال:"واستعرضت العديد من المقالات أسماء اللاعبين الذين تخرجوا منها وأصبحوا نجومًا في المنتخب القطري، لكن هل يعلم أحدكم أن هناك أكاديمية عربية أخرى مشهود لها بالكفاءة! تلك هي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في المغرب، والتي تُعد السر الأهم وراء بروز اللاعبين المغاربة في أوروبا خلال السنوات الماضية والنتائج الملفتة للمنتخب في كأس العالم FIFA قطر 2022″.
واعتبر موقع الفيفا أن قرار الملك محمد السادس، بخلق عددًا من المشاريع لتنمية البلاد على مختلف الأصعدة في بداية الألفية الجديدة، وقد أصدر عام 2007 مرسومًا ببناء وتأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بهدف اكتشاف المواهب في مختلف أنحاء المغرب ورعايتها وتطويرها وتسهيل انتقالها إلى الأندية الأوروبية فيما بعد"، وزاد يقول:"افتتحت الأكاديمية عام 2009 بعدما تكلف بناؤها ما يقرب ال15 مليون دولار، وقد أقيمت في مدينة سلاالجديدة التي تبعد عن الرباط 10 كيلومترات على مساحة 18 هكتار تقريبًا وضمت العديد من المرافق الرياضية والصحية والتعليمية وملاعب كرة القدم".
وأشار الموقع إلى أن العمل في الأكاديمية يقوم "على الجمع بين الدراسة والرياضة، وهو ذات الأسلوب المعتمد في مدارس تكوين الأشبال في أوروبا، ويتم إعداد اللاعبين عبر ثلاثة محاور، الأول يُركز على مرحلة ما قبل التكوين وتخص اللاعبين بين أعمار 12-14 عامًا، والثاني على التخصص وهو للاعبين بين أعمار 14-16 عامًا، والمرحلة الثالثة والأخيرة تختص بدخول عالم الاحتراف وهي مخصصة للاعبين بين أعمار 16-18 عامًا".
ويُعد الثلاثي، عز الدين أوناحي ويوسف النصيري ونايف أكرد، وفق الفيفا أبرز نجوم المنتخب المغربي المشارك في منافسات قطر 2022 من خريجي الأكاديمية"، ثم يقول:"النصيري، صاحب هدف الفوز على البرتغال، تحديدًا انضم للأكاديمية عام 2011 وانتقل منها إلى نادي ملقة عام 2015 ولم يكن قد تجاوزه عامه ال18 بعد، وقد انتقل إلى ليجانيس صيف 2018 ومن ثم حط الرحال في إشبيلية"، ثم أشار إلى أن "أحمد رضا التكناوتي حارس المرمى البديل في المنتخب المغربي ونجم الوداد هو أيضًا من خريجي أكاديمية محمد السادس، وقد انتقل منها للعملاق المتوج بدوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي".
ونقل الموقع عن ناصر لاركيت، المدير السابق لأكاديمية محمد السادس، أنه "أبدى سعادته البالغة بمساهمة خريجي الأكاديمية في إنجاز أسود الأطلس بالتأهل إلى ربع النهائي، حيث قال "سعيد برؤية ثمار هذا المشروع الذي أسسه الملك محمد السادس، الأكاديمية الآن تدعم جميع المنتخبات الوطنية، ونرى الآن حتى المنتخب الأول يضم بعض خريجيها، ذلك مصدر فخر كبير لنا لأن ذلك كان الهدف من إنشاء تلك الأكايمية".
وأشار موقع الفيفا إلى أن المغرب أبهر العالم في قطر 2022، ولكن ذلك لم يكن أبدًا وليد الصدفة بل نتاج عمل وتخطيط مستمر منذ عقد من الزمن تقريبًا، والمؤكد أن المستقبل سيحمل الأفضل خاصة مع انتقال المزيد من اللاعبين الشباب إلى الأندية الأوروبية خلال العامين الأخيرين.