حمزة فاوزي أثار ياسين بونو وتصدياته الحاسمة لضربات الترجيح ضد منتخب إسبانيا، إعجاب الجميع بطريقته وتوقعه الصحيح لمسار الكرة، حيث تعد ضربات الجزاء والترجيح إحدى أسرار لعبة كرة القدم، فرغم ربطها المستمر بمنطق الحظ، إلى أن العديد من الحراس في تاريخ كرة القدم أسسوا لتقنيات محددة تمكن من تعجيز المهاجمين من هز شباكهم خلال الضربات الترجيحية.
الركلات الترجيحية مرحلة حاسمة في تحديد مستقبل المباريات القوية، وتعد مباراة تشيكوسلوفاكيا و ألمانيا الغربية أول مقابلة سيتم تطبيق ركلات الترجيح بها، ومنذ ذلك الحين تم وضع خطوات وحيل من أجل التصدي لها
وبحسب دراسات عديدة فإن حارس المرمى يمتلك ثوان قليلة من أجل تحديد الجهة التي سيسدد فيها المهاجم، وهو ما يجعله أمام اعتماد أسلوب "قراءة المسدد لحظة التنفيذ"، غير أن هنالك أساليب أكثر نجاعة ك"الانتظار حتى الرمق الأخير من التسديد"، وهو أسلوب شهير سبق أن اعتمده هيلموث دوكادام حارس مرمى ستيوا بوخارست الروماني، الذي نجح بالتصدي لأربع ركلات جزاء ضد برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا 1986، في ظاهرة تاريخية.
لكن الاسلوب الأخير ليس بالفعال لللغاية عكس تقنية "تاريخ المسدد"، والتي يعمد فيها الطاقم التقني للفريق إلى دراسة منفذي ضربات الجزاء لدى الخصم، وتحديد زواياهم المفضلة، وإعداد ذلك في ورقة لحارس الفريق، لكن هذا الأسلوب أصبح مكشوفا لدى المهاجمين الذين يضطرون للتغيير خططهم فور رؤية حارس الخصم ينظر للورقة.
ويعد "الإلهاء" إحدى الحيل التي يتبعها حراس المرمى أيضًا، حيث يقوم الحارس بمحاولة الضغط على المهاجم لتسديد الكرة في مكان محدد يريده، وهو أمر برع فيه مثلًا إيميليانو مارتينيز حارس مرمى الأرجنتين ضد كولومبيا في نصف نهائي كوباأمريكا 2021، وشاهدناه من تيم كرول حارس مرمى منتخب هولندا في كأس العالم 2014 ضد كوستاريكا.
غير أن أكثر التقنيات قوة هي أن يتحرك حارس المرمى طوال فترة إعداد المهاجم لتسديد الركلة على خط المرمى، مما يعمل على تشتيت انتباه المهاجم، وهي حيلة طبقها حارس مرمى ليفربول لأول مرة في نهائي دوري أبطال أوروبا 1984، ونسخها عنه دوديك حارس مرمى ليفربول أيضًا في نهائي الأبطال 2005، وحقق الريدز اللقب في كلتا الحالتين.