حمزة فاوزي حظي نص القرار الأممي رقم 2654 الخاص بتمديد ولاية بعثة "المينورسو" بالصحراء المغربية عاما إضافيا، بتأييد كبير بمجلس الأمن، يوم أمس الخميس، إذ صوت لصالحه 13 عضوا مقابل امتناع روسياوكينيا، فيما لم يشهد أي معارضة.
هذا وستعرف بعثة المينورسو بموجب القرار ذاته، تمديدا لمدة عام إضافي لغاية 31 أكتوبر من السنة المقبلة، كما تمت الدعوة لجميع أطراف النزاع بما فيها الجزائر، لاستئناف المفاوضات لإيجاد حل سياسي عادل ومقبول، كما لفت قرار مجلس الأمن الانتباه إلى مصداقية مقترح المغرب للحكم الذاتي.
الملاحظ خلال الاطلاع على لائحة المصوتين أن روسيا حافظت على سلوكها الذي اعتمدته قبل سنوات ويتمثل في الامتناع عن التصويت بدل المعارضة رغم أن الجزائر تعتبرها حليفة لها، فيما المفاجأة فجرتها كينيا التي امتنعت أيضا، وهو ما يزيد من غموض موقف هذا البلد الإفريقي تجاه قضية الصحراء إذ سبق وخلق موقف الرئيس الكيني المتذبذب تجاه سحب الاعتراف بجبهة البوليساريو، " لغطا" إعلاميا كبيرا تلاه تأكيد كيني على دعم قرارات الأممالمتحدة.
وحول ما إن قرار مجلس الأمن الاخير يصب في صالح المغرب، قال المحلل السياسي محمد سالم عبد الفتاح، إن القرار الأخير يصب في كفة الوحدة الترابية للمملكة، إذ يسير في نفس اتجاه المقاربة الدولية الداعمة بالأساس لمقترح الحكم الذاتي باعتباره حلا واقعيا، والقابل أساسا للتطبيق، مضيفا على أن دعوة مجلس الأمن الصريحة للجزائر في الانخراط من جديد في الموائد المستديرة، يؤكد للمرة الألف على أنها طرف رئيسي في النزاع يؤثر بشكل سلبي ويعرقل جهود المصالحة.
وأضاف محمد سالم في تصريح ل"الأيام 24″ على أن امتناع روسيا عن التصويت بنعم أولا في جلسة مجلس الأمن، يأتي رغم العلاقات المتسارعة والقوية التي تجمعها مع الجزائر، وهو ما يبين نجاح الديبلوماسية المغربية في تدبير علاقاتها مع الجانب الروسي وتحييدها على تبني موقف سلبي تجاه الصحراء، وذلك باعتبارها دولة تمتلك حق " الفيتو"، رغم تصويت المملكة بنعم ضد ضم روسيا لأرب مناطق من أوكرانيا، الأمر الذي يوضح نجاح المغرب في نأي ملف الصحراء عن التجاذبات الغربية الروسية في ظل الأزمة الاوكرانية.
وأردف المحلل السياسي أن امتناع كينيا عن التصويت، يبرر بما يواجهه الرئيس الكيني الحالي "وليام روتو" ، من مجابهة قوية من طرف ما سماه " الدولة الكينية العميقة"، والتي ورثث عن الإدارات السابقة، وهو ما يتطلب من المغرب التحلي بالصبر والعمل على مضاعفة الجهود لاستقطاب كينيا للحراك الديبلوماسي الإفريقي الداعم لمغربية الصحراء.