تحدد موعد القمة العربية في الجزائر رسميا في بداية شهر نونبر، دون أن تجد الخلافات بين الجزائر والمغرب وتونس طريقها للحل، خاصة وأن النظام الجزائري يبحث كل وسائل عقد القمة التي يرفع شعار "قمة لم الشمل العربي"، حيث تبدو كل المؤشرات الظاهرة منه والخفية أنه ماض إلى التمزق أكثر وأكثر. قمة تأتي في سياق سياسي مشحون بعد قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب والاستمرار في معاكسة وحدته الترابية، التي تُعتبر من نقاط الإجماع العربي الداعم لسيادة المملكة على أقاليمها الصحراوية، ووفق مراقبين، فالجزائر سعت بكل الوسائل إلى الضغط على تونس ورئيسها قيس سعيّد، وفجّرت المنطقة المغاربية، لتنضاف إلى مشاكل التجزئة والانقسام في العالم العربي.
وتحت الضغط العربي أعلنت الجزائر أنها ستقوم بإيفاد أن مسؤل حكومي بهدف تسليم المغرب دعوة لحضور أشغال القمة العربية، أمر يعتبره عبدالعالي الكارح، الباحث في العلاقات الدولية أنه تصرف جد طبيعي إذ لا يمكن للجزائر أن تعزل أو تقصي المغرب من حضور هذه أشغال القمة .
وعن إمكانية إسهام هذه الدعوة في حل الخلافات بين البلدين، يقول المتحدث ل"الأيام 24″ أن الموقف النظام الحاكم في الجزائر من قضية الصحراء المغربية يزيد من الشرخ العربي وريفع منسوب الضغط في المنطقة، مما يشير إلى صعوبة إسهام القمة في إنهاء الأزمة بين البلدبن، مشيرا إلى أن "الجزائر أظهرت بأن عقيدة ومشروعية النخبة الحاكمة أو الجيش هي العداء لكل ماهو مغربي، وما صور أمس في مقابلة كرة القدم بين أطفال إلا دليل على مدى نجاح النظام العسكري الجزائري في دس سم الحقد اتجاه المملكة عبر أنابيب الإعلام والترويج لاستهداف الجزائر.
ووفق المتحدث، فالجزائر تحتضن فقط القمة العربية، وبالتالي ليس من حقها أن تستدعي من تريد وتُقصي من تريد، وهي حاولت جاهدة إقناع الدول العربية بإعادة نظام بشار الأسد -الذراع الإيراني في المنطقة- إلى أحضان الجامعة العربية؛ في مقابل سعيْها إلى تشتيت العالم العربي وزرع فتيل الصراع في الفضاء المغاربي.
وبالنسبة للعلاقات التونسية المغربية، يؤكد عبدالعالي الكارح، يبدو أنها لا تتجه صوب الحل، على اعتبار أن تونس لم تبد أي إشارة عن تراجعها عن الخطوة العدائية تجاه المغرب، بدليل إصرارها على تضمين القمة اليابانية الإفريقية في البيان الختامي للقمة العربية بالجزائر، مما يؤكد مدى اصطفاف النظام التونسي لصالح الجزائر في ملف يعرف خباياه المخضرمون من السياسية في تونس.
وأضاف أنه رغم الجهود التي تقوم بها الجزائر للعودة إلى تصدّر المشهد الإقليمي بتنظيم قمة جامعة الدول العربية مطلع نونبر المقبل؛ إلا أنها تضع نفسها في عزلة بتصرفاتها المعادية لمصالح المغرب العليا من جهة، والناسفة للإجماع العربي من جهة أخرى.