في أول تفاعل لها مع أزمة استقبال رئيس تونس، قيس سعيد، لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، أكد محمد ماء العينين ولد أييه، وزير التهذيب الوطني الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، الخميس، "أن حكومة موريتانيا تتابع باهتمام كبير ما حدث بين تونس والمغرب منذ أيام".
وقال ولد أييه، في تصريحات أثناء المؤتمر الصحافي الأسبوعي الخاص بالتعليق على اجتماع الحكومة، الخميس، "إن موريتانيا حريصة دائما على إشاعة جو السكينة العام، وعلى قوة ومتانة العلاقات بين شعوب المنطقة ودولها".
وأضاف "أن موريتانيا حريصة كذلك على الاحتفاظ بجو السلم الذي يمكن من تنمية بلدان المنطقة في كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية".
وأوضح الناطق الحكومي الموريتاني "أن هذه هي مواقف موريتانيا التي لن تتغير، وموريتانيا حريصة كذلك على تطبيق القوانين الدولية، وأن يكون لذلك أثره الإيجابي بصورة دائمة".
وكان المغرب قرر، يوم الجمعة الماضي، استدعاء سفيره في تونس للتشاور عقب استقبال الرئيس قيس سعيد، زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، على هامش قمة طوكيو لتنمية أفريقيا، إذ نددت الخارجية المغربية بما سمته "استمرار المواقف العدائية لتونس وتصرفاتها السلبية التي تضاعفت مؤخراً بشكل صارخ تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا".
وكانت تونس قد بررت استقبال ابراهيم غالي بالقول إن "الاتحاد الإفريقي في مرحلة أولى بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم ندوة طوكيو الدولية (قام) بتعميم مذكرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي بما فيهم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية للمشاركة في فعاليات قمة تيكاد-8 بتونس. كما وجّه رئيس المفوضية الإفريقية، في مرحلة ثانية دعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية لحضور القمة."
وأعربت وزارة الخارجية التونسية، في بيان 27 من غشت الماضي، عن "استغرابها الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية".
وأكدت الخارجية التونسية أن دعوة زعيم البوليساريو للمشاركة جاءت من جانب الاتحاد الإفريقي. وأضافت أنه "سبق للجمهورية الصحراوية وأن شاركت في الدورة السادسة للتيكاد المنعقدة بنيروبي ينيا سنة 2016 والدورة السابعة المنعقدة بيوكوهاما /اليابان سنة 2019".
لكن بعد بيان الخارجية التونسية، قام المغرب بالرد على البيان التونسي ببيان ثان، جاء فيه، إن بيان وزارة الخارجية التونسية "ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات" وأنه "لم يزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه".
وفند البيان المغربي الرد التونسي مشيرا إلى أن "منتدى "تيكاد" ليس اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية". كما أشار المغرب إلى أن اليابان لا تعترف بجبهة البوليساريو كدولة ذات سيادة.