استبق قصر الإيليزيه الزيارة الرسمية التي يبدأها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر ابتداء من يوم غد الخميس وتستمر حتى السبت، بالإعلان عن موقفه الضبابي من القضية الوطنية رغم إعلانه دعمه لمخطط الحكم الذاتي الذي اعتبره قاعدة "جدية" للنقاش لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء.
الإيليزيه بهذا الإعلان يواصل ممارسة "الديبلوماسية السلبية" اتجاه القضية الأولى للمغاربة، ويبدو أن اختيار هذا التوقيت بالذات لإعادة التأكيد على هذا الموقف، بمثابة رسالة إلى حكام قصر المرادية بالجزائر بأن فرنسا الماكرونية ستواصل السير على نفس النهج الذي سلكه من سبقوه إلى قصر الإيليزيه، رغم العلاقات الاقتصادية المتميزة التي تجمع المغرب وفرنسا التي أصبحت بعد الخطاب الملكي ليوم 20غشت مطالبة بتحديد موقفها والخروج بموقف صريح.
لكن يبدو أن ماكرون الذي ما فتئ منذ فوزه بولاية ثانية، يعمل على العودة بهذه العلاقات إلى الوراء، خاصة في ظل البرود الذي تعرفه العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وفرنسا، بسبب قرارات يعتبرها المغرب مضرة بمصالحه، من بينها تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة الراغبين في زيارة فرنسا وهو ما دفع مجموعة من الأصوات ترتفع من أجل مطالبة المغرب بمعاملة فرنسا بالمثل.
كما أن مواقف فرنسا تدفع في اتجاه التوجه نحو شركاء آخرين خاصة الصين التي تتواتر الأخبار بقرب فوزها بصفقة إنجاز الشطر الثاني من القطار الفائق السرعة "تي جي في" والذي سبق لفرنسا أن أنجزت شطره الأول.