قال الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلاقات القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراشك، أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب اليوم السبت، غني بالدلالات والإشارات الواضحة حيث عبر ملك البلاد بوضوح أن ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات، مضيفا أن جلالة الملك دعا في خطابه شركاء المملكة إلى توضيح موقفهم من قضية الصحراء المغربية بشكل لا يقبل التأويل، ومشيرا بالواضح إلى أن الموقف الأمريكي لن يتغير وهو اعتراف سيادي. وقال بنطلحة، الذي يشغل أيضا منصب رئيس المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، في تصريح له لوسائل الإعلام، أن الموقف التاريخي الذي تجسد في اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه كان انتصارا للديبلوماسية المغربية مما يعزز الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين الصديقين مع العلم أن هذا الاعتراف جاء في إطار مرسوم من طرف الإدارة الأمريكية، ومذكرا أن المرسوم التنفيذي الذي صدر عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يلزم الإدارة الأميركية ويندرج ضمن الصلاحيات التي يمنحها الفصل الثاني من الدستور الأمريكي للرئيس وهو يمتلك قوة القانون الفيدرالي علما أن القرار الأمريكي المتخذ هو قرار دولة ويخضع لمبدأ الاستمرارية وينسجم مع قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي تدعو إلى حل واقعي وعملي قائم على الرغبة في التسوية السياسية، مشددا على أن هذا الاعتراف الأمريكي قد غير التوازنات الاستراتيجية بشمال إفريقيا وأربك حسابات العديد من الدول وشكل ضربة قاسية لأعداء الوحدة الترابية للمملكة وجاء تتويجا لسلسلة من المحطات الإيجابية للديبلوماسية المغربية بقيادة ملك البلاد. وذكر بنطلحة، بتنويه جلالة الملك بالموقف الإسباني من الوحدة الترابية المغربية الذي يعتبر إيجابيا ويعطي أملا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية للبلدين ويؤسس لاندماج فعال بين ضفتي المتوسط، معتبرا إياه انتصارا لعلاقات واقعية ترنو إلى مستقبل أفضل، ومؤكدا على أنه ومن خلال تنويه جلالة الملك بوحدة الجبهة الداخلية وشكره لمختلف الدول التي عبرت عن موقف داعم لمغربية الصحراء ولمقترح الحكم الذاتي والتي فتحت قنصليات بالأقاليم الصحراوية، إنما يريد علاقات مبنية على الوضوح والصدق والشراكة الحقيقية والواقعية وهذا ما أكد عليه عاهل البلاد عندما أعلن أن على الدول التي ترنو إلى علاقات أفضل مع المغرب أن تخرج من منطقتها الرمادية وأن تعبر عن موقفها بكل شفافية ووضوح انتصارا للموقف المغربي العاجل والمشروع، ليختتم بالقول أن خطاب ملك البلاد كان خطاب الصراحة والوضوح والجرأة والحكمة والواقعية وهو يحمل العديد من الإشارات إلى من يهمهم الأمر.