إثر وفاة سائحة فرنسية مصرعها، بعد تعرضها لهجوم كلاب ضالة، في جماعة العركوب بإقليم وادي الذهب، يوم الثلاثاء 16 غشت الجاري، رجّت مواقع التواصل الاجتماعي بجُملة من المنشورات المستنكرة لما وصفوه ب"كثرة تواجد الكلاب الضالة في مُختلف المدن المغربية" الشيء الذي بات يقلق معيشتهم ويُهدد أمنهم. وفي تفاصيل ما تعرضت له السائحة، أفادت السلطات المحلية لإقليم وادي الذهب، في بيان لها، أن مواطنة أجنبية من جنسية فرنسية، تبلغ من العمر حوالي 44 سنة، لقيت مصرعها يوم الثلاثاء 16 غشت 2022، بجماعة العركوب، متأثرة بإصاباتها جراء عضات مجموعة من الكلاب الضالة".
وتم فتح بحث من قبل مصالح الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة المختصة للكشف عن كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث؛ فيما أنه بحسب المعطيات المُتوفرة، فقد حلّت المواطنة الفرنسية، في زيارة سياحية لمدينة الداخلة، في نفس اليوم، حيث نزلت بوحدة فندقية بجماعة العركوب، قبل أن تتعرض لهجوم من قبل مجموعة من الكلاب الضالة حين قيامها بجولة على الأقدام بعيدا عن الفندق.
المغاربة خائفون من "الكلاب الضالة" إلى ذلك، نبّه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ما اعتبروه تقصيرا من طرف المسؤولين في حماية المواطنين، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، من ظاهرة الكلاب الضالة، مشيرين أن "عددا كبيرا من المصلين، في عدد من المدن، اضطروا إلى التخلف عن أداء صلاة الفجر بمساجد مختلفة، واكتفائهم بالصلاة في المنازل، خوفا على أمنهم وسلامتهم نتيجة الهجوم الذي يتعرضون له من طرف الكلاب الضالة".
"الكلاب الضالة وجدت ضالتها في أحياء المملكة، نظرا لغياب إجراءات وقائية في هذا الصدد" يؤكد مواطن مغربي آخر، خلال منشور له على حسابه ب"الفيسبوك" مردفا أنه "قبل أشهر فقط، تم إلغاء الدعم المخصص لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي المجلس الجماعي باليوسفية، وتحويل جزء كبير من اعتماده إلى جمعية متخصصة في قتل الكلاب الضالة بالرصاص الحي، ورغم ذلك لم ينتج هذا القرار أي أثر في الواقع".
وفي السياق نفسه، وثّق عدد من ساكنة الرباط صورا للكثير من الكلاب الضالة أمام مدخل المقاطعة الترابية حسان، وكذلك ساكنة مدينة سلا، كشفت معاناتها من الظاهرة، بالقول إنهم "ينتشرون بشكل سريع، في الأزقة والشوارع وحتى بجانب الأماكن المخصصة للعب الأطفال، مما يهدد حياة الأطفال"، مطالبين بضرورة التدخل العاجل من السلطات المختصة، قبل تكرار حادثة السائحة الأجنبية.
وفي سياق متصل، تمكنت عناصر الشرطة بمنطقة أمن طنجةالمدينة، أمس الأربعاء 17 غشت الجاري، من توقيف شخص يبلغ من العمر 56 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في حيازة كلاب من فصيلة شرسة تسببت في تعرض ضحية لاعتداء جسدي بليغ. وتشير المعطيات الخاصة بالبحث إلى تعرّض الضحية، البالغ من العمر 87 سنة، لهجوم من مجموعة من الكلاب الشرسة أثناء تواجده بحي مسنانة بمدينة طنجة، الأمر الذي تسبّب له في إصابات جسدية نقل على إثرها للمستشفى، حيث مكنت العمليات الأمنية من توقيف المشتبه فيه المتورط قي حيازة وتربية هذه الكلاب بمنزله بنفس الحي، فيما تجري حاليا عملية تحييد الخطر الصادر عن هذه الكلاب من قبل المصالح البلدية المختصة.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية.