ينقل المغرب آلته الدبلوماسية إلى أمريكا الجنوبية ليأتي على آخر حصن لجبهة البوليساريو هناك، ومعه النفوذ الجزائري الذي يحاول استمالة مواقف العواصم المؤيدة لأطروحة قادة الجبهة، الذين تلقوا صدمة بعد غيابهم عن حفل تنصيب رئيسي كولومبياوالتشيلي. في كولومبيا، حيث جرى نهاية الأسبوع الماضي تنصيب الرئيس الجديد غوستافو بيترو، غاب زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي وومثلوه، ما يعني استمرار الحكومة الكولومبية في مواقفها الأخيرة المؤيدة للمغرب والرافضة للأطروحة الجزائرية، التي حاول نظامها التغطية على غياب ممثلي الجبهة بإرسال رئيس مجلس النواب إبراهيم بوغالي، للمشاركة في تولي "بيترو" لمنصبه الجديد.
وأفادت تقارير إعلامية أن غياب زعيم جبهة البوليساريو لحفل التنصيب، هو تحاشي الحكومة الكولومبية إرسال دعوة رسمية له، حيث سبق للحكومة الكولومبية أن "جمدت" منذ عدة سنوات اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية" المزعومة، و أن "هذه الأخيرة ليست لها أية تمثيلية دبلوماسية أو سفير معتمد لدى الحكومة الكولومبية".
وتكرر نفس الغياب في حفل تنصيب رئيس دولة التشيلي، غابرييل بوريك، لم تتم دعوة البوليساريو إلى حفل أداء اليمين، ومنذ ذلك الحين ضاعف المغرب اتصالاته مع القادة الجدد لهذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.
وتلقت القايدة الجديدة في تشيلي طلبا من مناصري جبهة البوليساريو، في رسالة تحمل توقيع 200 شخصية من بينهم 13 نائبا، الرئيس غابرييل بوريك بالاعتراف ب "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ". إذ طلب الموقعون على الرسالة من رئيس الدولة تفعيل القرار الذي أرسله وزير الخارجية السابق، خوان غابرييل فالديس، إلى البوليساريو في 30 نونبر 1999، والذي ينص على إقامة علاقات دبلوماسية مع الجبهة، وعبروا عن أسفهم لعدم تفعيل هذا القرار.
مجلسا الشيوخ و النواب الكولومبيين، سبق له من خلال لجنتي العلاقات الخارجية، قد أكدا من جانبهما، العام الماضي، دعمهما "الكامل" للجهود التي تبذلها المملكة منذ سنة 2007 للتوصل إلى حل سياسي وعادل ونهائي ومقبول لقضية الصحراء المغربية، على أساس مبادرة الحكم الذاتي.
يذكر أنه في 23 يونيو، عقد وزير الخارجية، ناصر بوريطة، اجتماعا عبر تقنية الفيديو مع نظيره التشيلي أنطونيا أوريجولا نوجويرا، وقبل هذه المحادثات تباحث بوريطة مع النائبة الثانية لرئيس مجلس نواب التشيلي، كلوديا ناتالي ميكس خيمينيز. كما توجه رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، إلى التشيلي في الفترة من 20 إلى 25 يونيو واستقبله رئيس مجلس الشيوخ، ألفارو إليزالدي.