مازال صدى مضامين الخطاب الملكي تتردد في الصحافة الدولية، حيث تعاطت مع ما جاء به خطاب عي العرش، خاصة في شق العلاقات مع الجزائر. مجلة "جون أفريك" الفرنسية، كشفت في تقرير لها، أن الأزمة مع الجزائر التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الرباط منذ يوليو 2021، حضرت بقوة في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، إذ شدد الملك على أن الحدود التي تفصل بين الشعبين "الشقيقين" والتي أسف لإغلاقها "لن تكون أبدا حواجز تمنع تفاعلهم وتفهمهم".
وقالت "جون أفريك" إنه بعد يوم من خطاب الملك، تحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، للإعلام الجزائري الرسمي، في مقابلة تلفزيونية مطولة، أكد خلالها أن الجزائر "ليس لديها مشكلة مع أي دولة عربية وتحترم جميع الدول" دون أن يذكر بشكل مباشر المغرب.
وتطرق الرئيس الجزائري إلى تنظيم القمة العربية في الجزائر العاصمة في نونبر المقبل. وبينما تنتقد الجزائرالرباط لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل عام 2021، أشار عبدالمجيد تبون إلى أنه "بدون الوحدة وتوحيد الصفوف، لا يمكن تحقيق استقلال فلسطين".
واعتبرت المجلة أن الجزائر ورغبة منها في اتخاذ الاتجاه المعاكس للدبلوماسية المغربية، فقد زادت من اتصالاتها مع المنظمات الفلسطينية في الأشهر الأخيرة، سواء كانت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، أو حماس إسماعيل هنية.
والتقى الزعيمان الفلسطينيان في الجزائر العاصمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال البلاد في 5 يوليو، برعاية تبون. وعمد الأخير إلى تنظيم مؤتمر حول فلسطين في الجزائر قبل القمة العربية المقبلة. كما أشار إلى حالة سوريا، التي تخضع عودتها إلى جامعة الدول العربية لضغوط شديدة من الجزائر.
يذكر أن الملك محمد السادس، قال في خطابه إن"المزاعم بأن المغاربة يهينون الجزائر والجزائريين، هي من عمل أفراد غير مسؤولين يسعون جاهدين لنشر الفتنة بين الشعبين الشقيقين"، وأنه يريد "إقامة علاقات طبيعية" بين البلدين.