تبحث الجزائر عن موطئ قدم في العمق الإفريقي، من خلال فتح مشاريع وإبرام العديد من الاتفاقيات وتوسيعها إلى مجالات كانت إلى وقت قريب على الهامش، آخرها مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء. وأعلنت السلطات الجزائرية، الخميس، توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع النيجرونيجيريا للشروع في تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي تراهن عليه لمنافسة مشروع نقل الغاز بين الرباط وأبوجا.
جاء ذلك وفق التلفزيون الجزائري الرسمي، عقب لقاء ثلاثي بالجزائر العاصمة.
ووفق لما أوردته تقارير إعلامية، فإن السلطات الجزائرية بدأت محادثات لإقناع أكبر المانحين الصينيين لتمويل مشروع خط أنابيب الغاز عبر الصحراء.
وأضافت المصادر ذاتها، بأنه "قد بدأت المحادثات بتكتم شديد بين السلطات الجزائريةوالصينية حول تمويل أكثر من 15 مليار دولار أمريكي يمكن للمانحين الصينيين ضخها في هذا المشروع، مشيرة إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة إيفاد "مسؤولين" جزائريين إلى بكين للقاء مسؤولين صينيين وعرض عليهم المشاركة فيما تقدمه الجزائر على أنه أكبر مشروع طاقة عملاق في القارة الأفريقية.
وتشير المصادر ذاتها، إلى أن صناع القرار الجزائريين يستهدفون بشكل أساسي صندوق التنمية الصيني الأفريقي (CADFund) الذي تم إنشاؤه في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2006.
وفي الوقت الحالي ، لا تزال هذه المبادرة في مهدها ، لكن الجزائر وعدت شريكيها في هذا المشروع، وهما النيجرونيجيريا ، بإعطاء الضمانات اللازمة للحصول على تمويل خط أنابيب الغاز هذا. ولهذا السبب فإن جهود الحكومة الجزائرية لإقناع الصين بالدعم المالي لخط أنابيب الغاز هذا سوف تتسارع في الأيام والأسابيع المقبلة.
وبدأ الحديث عن مشروع أنبوب الغاز "نيجيريا – الجزائر" إفريقياً قبل أكثر من 20 عاما، يكون مرافقا لمشروع يحمل نفس التسمية وهو الطريق العابر للصحراء الذي ينطلق من الجزائر العاصمة وصولا إلى لاغوس النيجيرية على مسافة 4600 كيلومتر.
ووقعت الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" على أول مذكرة تفاهم لتنفيذ المشروع مع شركة النفط الحكومية النيجيرية عام 2002، لمد خط أنابيب من حقول الغاز جنوبنيجيريا، مرورا بدولة النيجر وصولا إلى الجزائر.
وقدرت التكلفة الأولية للمشروع عند توقيع مذكرة التفاهم بين الجزائرونيجيريا، ب 13 مليار دولار لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.
وتجدد الاهتمام بهذا المشروع الضخم في أعقاب أزمة الطاقة العالمية جراء الحرب في أوكرانيا ومساعي أوروبا للتقليل من التبعية للغاز الروسي.
ويقطع الأنبوب العابر للصحراء، أراضي نيجيريا انطلاقا من حقول الغاز بدلتا نهر النيجرجنوبي البلاد، على مسافة 1040 كيلومتر إلى غاية حدود النيجر شمالا.
ويواصل الأنبوب الغازي مساره عبر أراضي النيجر، على مسافة 841 كيلومترا، ليصل الحدود الجزائرية بولاية "عين قزام" بأقصى جنوبي البلاد.