في وقت يزداد فيه الطلب العالمي على الغاز، بالتزامن مع ما اشتعل في مناطق بالعالم، من صراعات ونذر حرب شاملة وما تحمل من تعطيل للروابط الاقتصادية بين الدول ووضع سلل العالم الغذائية في موقف قد تنهار في لحظة، وتدفع بشعوب كثيرة إلى طوابير الانتظار في محطات الوقود..البحث عن تأمين المخزون الغذائي والطاقي أضحى اليوم أولوية قصوى لدى جميع الأمم، هذا دفع كثير منها إلى بحث سبل تسريع زمنية انجاز مشاريع اقتصادية حتى تتمكن من تأمين الطلب الداخلي. المغرب وعلى غرار باقي دول العالم، مايزال ينتظر أن الشروع في استغلال أنبوب الغاز "الرباط-أبوجا" الذي يربط دول دول كثيرة في الغرب الإفريقي، بيد أن المشروع يعرف ضغط سياسيا أكثر منه اقتصاديا، لاسيما بعدما رهان السلطات في الجزائر على ما أسمته "مشروع الطريق العابر للصحراء" على منافسة الخط المغربي النيجيري للغاز، وبالتالي تضع مشروعها المجمد لعقود طويلة ضمن أولوياتها الاقتصادية ذات الأبعاد الاستراتيجية التي تتحكم فيها خيوط المصالح الجزائرية في محاولة إضعاف المغرب اقتصاديا وفق خبراء.
وانطلقت الجزائر في إنجاز الشطر الأخير من طريق "الوحدة الأفريقية 3 الذي يربط العاصمة النيجيرية لاغوس بالجزائر العاصمة مرورا بدول تشاد ومالي والنيجر وتونس، وقد رصدت له الحكومة الجزائرية قرابة 2.6 مليار دولار.
البوصلة الجزائرية التي تغيرت بعدما حول المغرب اهتمامه نحو عمقه الافريقي، ازداد مع مرور الوقت، لاسيما وأن التحركات الجزائرية تأتي بالتزامن مع مساعي المغرب بالاعتماد على نيجيريا من خلال خط أنابيب الغاز الإفريقي، لسدّ الطلب المحلي للغاز.
هذا يزكي حسب خبراء مساعي االرئيس عبد المجيد تبون، خلال زياراته الأخيرة إلأى بعض الدول خاصة الأخيرة منها إلى الدوحة، وذلك على انطلاق محادثات جزائرية قطرية تروم مساهمة الأخيرة في مشروع "الطريق العابر للصحراء، عبر تطوير شبكة السكك الحديدة اليت تربط بين جميع الدول التي سيمر عبر ترابها المشروع.
خط أنبوب الغاز العابر للصحراء هو مشروع قديم لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى أوروبا عبر النيجروالجزائر، ففي يناير 2002، تم التوقيع على مذكرة للتفاهم حول التحضير لهذا المشروع بين الجزائرونيجيريا، وفي فبراير/شباط 2009، اتفق الطرفان على المضي قدماً في تنفيذ المشروع، طبقاً لمذكرة تفاهم مسبقة بين الحكومتين بالإضافة إلى النيجر.
ويمتد أنبوب الغاز العابر للصحراء من نيجيريا إلى النيجر ثم الجزائر، لتصدير الغاز إلى السوق الأوروبية، ويبلغ طول الأنبوب نحو 4128 كيلومتراً، ويستهدف نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنوياً نحو أوروبا.
يأتي هذا، في ظل خطوة أخرى لاقتحام أسواق غرب أفريقيا، حيث افتتحت الجزائر الخط البحري التجاري الأول من ميناء الجزائر العاصمة إلى ميناء نواكشوط. وتندرج الخطوة في إطار مساعي الجزائر لمضاعفة مبادلاتها التجارية مع موريتانيا ودول غرب أفريقيا، وتصدير السلع والمنتجات الزراعية والمستلزمات المنزلية والتجهيزات الإلكترونية ومواد غذائية وبلاستيكية ومواد البناء ومواد الصيدلانية.