الأنظار كل الأنظار تتجه إلى مجمع الأمير مولاي عبدالله بالرباط، حيث النهاية الغالية، كأس العرش، يتنافس على حمل لقبها فريقي الوداد الرياضي ونهضة بركان، فالأول يطمح إلى كأسه العاشر في المسابقة، والثاني يرغب في رفع عدد ألقابة إلى اثنين. نهائي من نوع خاص، إذ يعتبر موسم الفريقين "الوداد وبركان" ناجحا بكل المقايس، نظرا لحصدهما لقبي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، تواليا، ما يعني أن مواجهة نهائي كأس العرش، تسبق أخرى حول لقب السوبر الإفريقي.
وبلغ فريق نهضة بركان المباراة النهائية لكأس العرش للمرة الرابعة في تاريخه، ويتطلع إلى الفوز بثاني لقب له في هذه المسابقة، إذ قبل سنوات عديدة كان الفريق المحلي لبركان، فريقا متواضعا في دوري الهواة والقسم الثاني لحوالي ربع قرن، يمارس في ملعب مُترب، بالكاد يوفر مصاريف تنقلاته لخوض مبارياته، وفي سنة 2010، انطلقت ثورة البركانيين لتأسيس فريق تنافسي يمثل الجهة الشرقية، كأحد أقوى الفرق الوطنية، وذلك من خلال الاعتماد على سياسة رياضية ناجحة في التسيير والتدبير، كانت بدايتها من بالعودة إلى الدوري الوطني الثاني موسم 2010/2011، ثم، بعد ذلك، العودة، من جديد، للدرجة الأولى موسم 2011/2012.
وفي ال7 سنوات الأخيرة، برز نهضة بركان، بشكل لافت، محليا وقاريا، كواحد من أقوى الفرق الوطنية، إذ بلغ المباراة النهائية لكأس الكونفدرالية الإفريقية 3 مرات، وتوج بلقب هذه المسابقة مرتين، سنتي 2020 و2022، كما توج بلقب كأس العرش، لأول مرة، في تاريخه سنة 2018 على حساب الوداد الفاسي، وقبل ذلك خسر نهائيين، الأول سنة 1987 أمام الكوكب المراكشي، والثاني سنة 2014 أمام الفتح الرياضي.
من جانبه، سيدخل نادي الوداد الرياضي، هذه المواجهة بشعار الفوز وتحقيق اللقب الذي لم يدخل لمخزائن النادي، منذ سنة 2001. وسيسعى الوداد للظفر بلقب الثالث هذا الموسم، والذي سيبقى تاريخيا في حال توج الفريق بكأس العرش، رفقة مدربه وليد الركراكي، الذي سيخوض آخر مباراة له رفقة الفريق. ويعول الوداد على خبرة لاعبيه، لتحقيق الفوز أمام البراكنة، رغم غياب عميد الفريق يحيى جبران، بسبب تراكم الإنذارات.
الحكم يقود رضوان جيد، الحكم الدولي المغربي، مباراة نهائي كأس العرش، للمرة الثالثة في تاريخه، بعد الأولى في موسم 2012/2013، بين الرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي، والثانية في موسم 2015/2016، بين أولمبيك آسفي والمغرب الفاسي. ويساعد رضوان جيد، في قيادة مباراة اليوم، كل من لحسن أزكاو، زكرياء برينسي، وحمد بلوط حكما رابعا، وسمير الكزاز في غرفة الفار بمساعدة نبيل بنرقية.