عاد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى الترويج مجددا لأطروحة "البوليساريو"، وأعاد تكرار أسطونة الصحراء بكونها قضية "تصفية استعمار"، وكذا تسويق مقولة "حق تقرير المصير". وكتب الرئيس الجزائري في رسالة تهنئة بعث بها إلى زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بمناسبة عيد الأضحى: "اغتنم هذه الفرصة الجيدة ، وإزاء الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الصحراوية، أود أن أؤكد دعمنا الكامل لنضال الشعب الصحراوي في قضيته العادلة ، بهدف جعل حقه في إنهاء الاستعمار وتقرير المصير فعالا ، كما هو مطلوب. بمبادئ ورسائل الأممالمتحدة ، مقابل الأشكال الجديدة للاستعمار القائم على التآمر والخداع والمعلومات المضللة "، حسب تعبيره.
الجزائر التي تعتبر دائما نفسها ليست طرفا في النزاع حول الصحراء، بالرغم من سلوكاتها التي تناقض ذلك، أعرب رئيسها، عبد المجيد تبون، مرارا عن أمله في أن "يتوصل الأشقاء في المغرب والجمهورية الصحراوية لحل للنزاع في الصحراء الغربية"، بتعبيره.
ومنذ بداية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء نهاية سبعينيات القرن الماضي، والجزائر تقول بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، و لا أطماع لها في الإقليم، و انها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم المزعوم، لكن بعد 13 نونبر 2020 حينما تدخل المغرب لطرد "البوليساريو"، من معبر الكركرات، تغيرت لغة الجزائر، وصار ساستها يقولون أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وأن القضية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الأمني الاستراتيجي.
وسرعت الجزائر من تحركات دبلوماسياتها، بعد المتغيرات الجيواستراتيجية المتسارعة التي بات يعرفها نزاع الصحراء، وذلك بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واتساع رقعة الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي المغربية، وكذا افتتاح العديد من الدول لقنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن التأييد الدولي الواسع الذي حظي به حسم المغرب لأزمة معبر "الكركرات" بين المغرب وموريتانيا.