BBC عرفات جيانخيل فقد والدته عند وقوع الزلزال ويعاني صدمة نفسية شديدة من السهل أن تغفل عن قرية دويغور إذا كنت لا تبحث عنها، فمنازلها الطينية تبدو متماهية مع المنحدر الجبلي الذي تنتشر عليه. تقع هذه القرية في مقاطعة باكتيكا، جنوب شرقي أفغانستان، على بعد أقل من عشرين ميلا من الحدود مع باكستان، وهي أيضا تبعد نفس المسافة عن مصدر الزلزال الذي ضرب المنطقة الأسبوع الماضي. تدمرت غالبية منازل هذه القرية بالكامل، والمباني التي لا تزال باقية تعاني صدوعا عميقة واضحة للعيان، ما يجعل الحياة في هذه المباني أمرا شديد الخطورة. ويعيش في القرية 250 شخصا، وبسبب موقعها البعيد فإن حكومة طالبان ومؤسسات الإغاثة لم تصل إليها من أجل المساعدة، كما لم يصل إليها قبلنا أي صحفيين. وفي الجانب الشمالي من القرية، كان منزل عرفات جيانخيل - البالغ 20 عاما - يقع على منحدر، والآن أصبح المنزل كومة من الركام تضم حجارة وإطارات نوافذ ومتعلقات شخصية. يقول عرفات: "في هذه الليلة سمعت صوتا يشبه انفجارا ضخما، وارتطم شيء برأسي بقوة. اعتقدت أنني في طريقي للموت، ولكني نجحت في الحبو تحت الركام". وأضاف: "أبعدت الطين والحجر جانبا ووجدت أمي، وعندما لمستها، اكتشفت أنها فارقت الحياة". يمكن رؤية آثار الصدمة النفسية على وجه عرفات، كانت أمه زارتارا في عامها الخمسين، وأبلغنا أنه وأمه ليلة الزلزال تبادلا مكان النوم. وتابع عرفات: "افتقدها الآن بشدة". كما توفيت زوجة أخيه وطفلان لها، وطفل آخر يبلغ 12 عاما لأسرة في القرية. وأصيب العشرات من أهالي القرية بجروح وإصابات مختلفة. BBC يقول زبير خان: "فقدنا كل شيء. نحن في حاجة لمساعدات" أما زبير خان فإن أربعة من أحفاده في المستشفى، أحدهم مصاب في رأسه. يقول خان: "كل شيء عملنا من أجله وبنيناه تحطم، نحن في حاجة للمساعدة". لم يقم أي من أهل القرى بإزالة الركام، ويقول كبير القرية تاج علي خان إن الناس يعيشون في رعب خشية حدوث زلزال آخر. وأضاف: "شعرنا بهزات ارتدادية عديدة، ففي اليوم نشعر باثنتين على الأقل. بالأمس شعرنا بواحدة في الساعة 11 مساء، وقد أيقظتنا جميعا من النوم. ولهذا السبب ننام في العراء، لا أحد يجرؤ على الدخول إلى ما تبقى من منزله". كما قال: "هناك جوع وحزن شديدان في القرية، ولم يأت أحد من أجل مساعدتنا". وقام أهل القرية بربط أغطية بلاستيكية وقطع من القماش بين أعواد من الخيزران المثبتة بالأرض لنصب خيام لهم، حيث تنام السيدات فيها بينما ينام الرجال في الخارج. وفي هذه المناطق الجبلية، تعد العواصف الرعدية أمرا متكررا. لقد وصلت المساعدات منذ فترة وجيزة إلى جايان، وشملت أغذية ومواد إغاثة أخرى من منظمات إنسانية ومن حكومة طالبان. BBC حتى الوصول إلى هذه النقطة من أقرب مدينة يتطلب السفر لساعات على مسارات طينية تلتف حول الجبال وتعبر قيعان الأنهار. وبالنسبة للشاحنات المحملة، تكون الرحلة أبطأ. ويعد السفر إلى قرية دويغور من جايان رحلة شاقة أخرى. يقول تاج علي: "كل يوم يذهب أبناء القرية إلى جايان لطلب المساعدة، ولكنهم يعودون بأيادٍ خالية. أناشد العالم أن يساعدنا، نحن في حاجة للطعام والمال لإعادة بناء منازلنا". وحتى قبل وقوع الزلزال كان أهل القرية يعانون من شظف العيش، فمنهم عمال، وآخرون ينقبون عن الصنوبر في الجبال المحيطة بالقرية. BBC يخشى أهل قرية دويغور الأفغانية من العودة لبيوتهم بسبب الهزات الارتدادية وحدثنا بعض من أبناء الإقليم عن العديد من القرى المجاورة في الجبال، في الشمال والشرق، تدمرت بسبب الزلزال. وهناك أيضا، قالوا إنهم لم يحصلوا على أي مساعدات. وتحتاج أفغانستان إلى الكثير من الدعم، ليس فقط في شكل طرود غذائية ومواد إغاثة، بل للمساعدة أيضا في الوصول إلى هذه المناطق النائية. ربما تستطيع القوات الجوية أو فرق الاستجابة للكوارث المدربة تحقيق ذلك، لكن طالبان لا تملك مثل هذه الموارد. وعندما تضرب كارثة طبيعية بلدًا فقيرًا، تقدم الدول في جميع أنحاء العالم أفرادًا ذوي خبرة أو فرقًا عسكرية للمساعدة في عمليات الإغاثة. لكن أفغانستان لديها حكومة غير معترف بها دوليا، وفي الوقت الحالي، تُرك شعبها بمفرده للتعامل مع تداعيات الزلزال، ويخشى من أن زلزالًا جديدا قد يضرب في أي وقت.