بتنظيم مشترك بين هواوي المغرب وأورنج المغرب، الملتزمان بحزم من أجل التحول الرقمي، انعقدت الدورة الأولى لمنتدى التحول الرقمي يوم 7 يونيو 2022 بحياة ريجنسي الدارالبيضاء، حول موضوع : « المقاولات والانتقال الرقمي : الممارسات الفضلى والفرص الجديدة للنجاح ».
وتم إعطاء انطلاقة المنتدى من طرف أحمد لعمومري، الكاتب العام لوزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، الذي ذكّر بأهمية التكنولوجيا الرقمية، باعتبارها « رافعة للتغيير الأفقي »، وبالمكانة التي خصت بها في الاستراتيجيات التنموية للمغرب ، وخصوصا في إطار النموذج التنموي الجديد للمملكة. كما تحدث المسؤول الحكومي الرفيع أيضا عن الضرورة التي أصبح يكتسيها وضع « استراتيجية وطنية للتحول الرقمي، مع إحداث إطار قانوني مناسب ومرن، ومواكبة ذلك بتأهيل البنيات التحتية الرقمية، وتطوير البحث العلمي وتحريك ديناميكية الصناعة الرقمية لجعلها أكثر تنافسية ». ويرى الكاتب العام للوزارة أن الأمر يتعلق برقمنة جميع الإجراءات الإدارية في أفق 5 سنوات.
ودعا لعمومري أيضا إلى تعزيز صورة التكنولوجية الرقمية بالمغرب، من خلال إعداد سياسة مندمجة للتنمية الرقمية، وتطوير محتوى رقمي وطني ملائم بأهداف تربوية وثقافية.
بعد ذلك، ألقى هاندريك كاستل، المدير العام لأورنج المغرب، الكلمة الافتتاحية للمنتدى، ثم أعطيت الكلمة لتيري هي، رئيس هواوي شمال إفريقيا، وسط حضور ضم صحافيين جاؤوا للتقصي حول الأفكار الجديدة لمواكبة التحول الرقمي للمقاولات المغربية. وأشار كاستل إلى أن « الحافز الأساسي على خوض غمار التحول الرقمي بالنسبة للعديد من الشركات يكمن في تقليص النفقات وزيادة الأرباح »، غير أن التحول الرقمي « يمكن أيضا من منح أفضل تجربة زبون، وتحسين جمع المعلومات واتخاذ القرار على أساس المعطيات ».
ثم وجه كاستل الدعوة لكل الشركات الراغبة في الشروع في تحولها الرقمي أو مواصلته للاعتماد على مواكبة خبير، مثل أورنج المغرب. وجدد رئيس هواوي شمال إفريقيا بدوره توجيه نفس الدعوة، مشيرا إلى أن العملاق الصيني يعتبر المغرب من بين الأسواق الأكثر أهمية ويتوفر على إمكانيات هائلة، مؤكدا استعداد هواوي لمواكبة كافة مؤسسات القطاعين العام والخاص بالمغرب في مجال التحول الرقمي.
وتميزت الدورة الأولى لمنتدى التحول الرقمي بالعديد من اللحظات القوية والتي تهدف إلى تبادل الممارسات الفضلى ومشاطرة الفرص الجديدة مع مختلف الفاعلين في المنظومة البيئية وتسريع ديناميكية التحول التي برزت مع جائحة كوفيد عبر مواكبة المقاولات المغربية من أجل إنجاح انتقالها الرقمي.
وتمت دعوة العديد من المحاضرين والخبراء المرموقين عالميا للمشاركة في هذا الملتقى الذي يعد الأول من نوعه بالمغرب من أجل التبادل مع الحاضرين ومشاركتهم قراءاتهم وتحاليلهم للتوجهات الأساسية التي تُمَيِّزُ تطور الأنماط المهنية في اتجاه رقمنة أكثر فأكثر تقدما. وكانت قضايا الحوسبة السحابية ، السيادة المعلوماتية، الذكاء الاصطناعي والصناعة 4.0، من بين أهم المسائل التي نوقشت من طرف المدعوين.
للوقوف على تطور البيئية الرقمية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، قدم مكتب الدراسات الدولية IDC دراسة معمقة حول التحول الرقمي خلال الفترة 2020-2022 مع تركيز على أربعة بلدان من بينها المغرب. فإذا كانت العديد من المقاولات قد تمكنت من مسايرة التقدم التكنولوجي، فإن التقرير يبين أن النفقات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات حافظت على وتيرتها في المملكة المغربية خلال عام 2020 رغم الظرفية الصعبة.
من جانب آخر، وعلى هامش الجزء الأول من أشغال المنتدى، وقعت هواوي وأورنج المغرب مذكرة تفاهم تهدف إلى وضع إطار للشراكة بغرض تطوير الخدمات الرقمية التي تستجيب لانتظارات المقاولات الصغرى والمتوسطة والشركات الكبرى والإدارات العمومية وتستبق احتياجاتها. هكذا، ومن خلال الارتكاز على تحليل توجهات المستخدِمين والشرائح المستهدفة، تعتزم هواوي وأورنج المغرب بلورة حلولهما الرقمية على أساس تسارع الابتكار والولوج لتكنولوجيا القطيعة باعتبارها بؤرا جديدة للمردودية بالنسبة للمقاولات، والمساعدة على انبثاق شركات صاعدة متخصصة في التكنولوجيا الرقمية، ومواكبة المؤسسات في مسلسل انتقالها الرقمي، وتنمية الكفاءات الرقمية.
على إثر ذلك، وقعت هواوي مع أورنج المغرب على اتفاقيتين للشراكة في مجال التكوين. بهذا الصدد، التزم الشريكان بتعزيز كفاءات الأطر الموهوبة، لفائدة المقاولات المغربية. ويتعلق الأمر بتكوين مهندسي الكلاود وخبراء شبكات بروتوكول الأنترنيت (IP)، والمتخصصين في علم البيانات، في مجالات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خبرات التشفير بالنسبة لمطوري كافة أنواع التطبيقات.
وهمت جوانب أخرى من هذه الاتفاقية تنظيم مؤتمرات وندوات وورشات لتبادل التجارب والخبرات، من بينها ورشة "تدريب النساء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، إضافة إلى تنظيم مشاركة أورنج المغرب في معرض هواوي للتوظيف في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وختاما، مكنت هذه الدورة الأولى لمنتدى التحول الرقمي كلا من هواوي وأورنج المغرب من عرض وتحليل الإشكاليات والتحولات الرقمية لنماذج الأعمال الحالية، وتقديم الأدوات المتوفرة التي تمت بلورتها من أجل زيادة فعالية وأمن التنظيم الرقمي في المقاولة. كما شكلت أيضا مناسبة لإبراز قصص نجاح مغربية ودولية استطاعت قياس الوقع الإيجابي لإدماج حلول رقمية مبتكرة وانعكاسها على صحتها المالية وعلى الأبعاد الإنسانية والتكنولوجية للصمود والقدرة على التأقلم الرقمي.
باعتبارهما شريكين مقتنعين بأهمية مساهمة الرقمنة في تطور الشركات المغربية، تعتزم كل من هواوي وأورنج المغرب مواصلة التزامهما إلى جانب زبنائهما من أجل مساعدتهم على وضع استراتيجيات فعالة وطويلة الأمد للتحول الرقمي، والتي تتماشى مع أهدافهم التجارية، عبر تشجيعهم على اعتماد الكلاود الهجين كدعامة أساسية وتسريع وتيرة تقدمهم على مسار التحول الرقمي.