علقت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيان لها، اليوم الجمعة، على أزمة احتجاز وترحيل البعثة الإعلامية المغربية من مطار وهران "أحمد بن بلة" بالجزائر. وأعلنت النقابة الوطنية أنها تابعت باستغراب كبير ما تعرض له مجموعة من الزملاء الصحافيات والصحافيين المغاربة، بمطار وهرانالجزائري، من مضايقات واستفزازات مجانية، ومعاملة تستهدف الحط من الكرامة، من طرف اجهزة امنية جزائرية، بدءا من الاستنطاقات ذات الطبيعة المخابراتية، ومرورا بالاحتجاز بالمطار في ظروف قاسية، ولمدة تجاوزت 24 ساعة، ونهاية بمنعهم من الدخول وترحيلهم إلى تونس، دون مبررات قانونية أو تنظيمية.
واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن ما وقع ممارسة تحمل رسائل سلبية وبالغة الخطورة، مؤكدة أن "الوفد الصحافي المغربي توجه إلى الجزائر للقيام بمهام مهنية، في إطار تغطية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي يشارك فيها المغرب بوفد رياضي كبير يغطي مختلف الرياضات، ولم يضم الوفد الصحافي سوى زملاء حاصلين على بطاقة الصحافة المهنية، التي تحدد هويتهم المهنية الواضحة".
وشددت على أنهم أعضاء في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أو أعضاء في هيآت و تنظيمات مهنية وطنية إعلامية مهتمة بالشأن الرياضي، و اتخذوا جميع الترتيبات الإدارية والتقنية المطلوبة في مثل هذه التظاهرات، و لم يكن هناك أي مبرر لهذا التصرف المشين الذي يكشف عن خلفيات سياسية بغيضة.
وتذرعت السلطات الأمنية الجزائرية في بداية الأمر بعدم استنفاد الإجراءات الإدارية، وبعدما تم تجاوز هذا بعدما تبين تهافت هذا الدفع، وبعد تدخلات الجهة المنظمة والمصالح القنصلية، عادت السلطات الأمنية الجزائرية إلى القول بأن الوفد يتكون من أشخاص ليسوا صحافيين، بخلاف الواقع والمستندات الثبوتية الواضحة للانتماء المهني للزميلات والزملاء.
واستهجنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية ما وصفته ب"التبرير البئيس" من طرف السلطات الأمنية الجزائرية التي أضحت هي من تحدد الصحافي المهني وليست الوثائق والتنظيمات المهنية.
ونددت النقابة الوطنية في البيان ذاته، بالسلوك الذي يكشف عن أبشع مظاهر التضييق على حرية الصحافة، وتمثل عدوانا على الصحافيين المغاربة، يسمه التمييز والانتقائية، مادام مقتصرا على الصحافيين المغاربة دون سواهم، ويفضح إرادة العداء الجزائري الرسمي تجاه المغرب والمغاربة، حيث تحرص السلطات الجزائرية على انتهاز الفرص لتجسيد هذا العداء وتصريف الحسابات السياسية الضيقة، بحسب وصفها.
وختمت بيانها بتجديد التضامن اللامشروط مع الزميلات والزملاء لما تعرضوا له، قائلة "كما نعبر أيضا عن تضامننا مع الجسم الصحافي الجزائري المستقل بعد أن اكتشفنا على أرض الواقع سياسة الدولة الجزائرية تجاه الإعلام وعقليتها التحكمية".