علم موقع "الأول" أن طاقمي القناة الثانية "دوزيم" وقناة الرياضية، اللذان سمح لهما من طرف السلطات الجزائرية بالدخول لتغطية مجريات منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تحتضنها مدينة وهران، لا زالا (الطاقمين) ينتظران الحصول على الإعتمادات الخاصة بتغطية الألعاب المتوسطية، وبعدها يمكن للصحفيين العودة إلى المطار من أجل استلام المعدات التي لاتزال محتجزة من طرف الجمارك. وكشفت مصادر مطلعة، أن الجمارك الجزائرية بمطار وهران احتجزت معدات طاقمي القناة الثانية وقناة الرياضية، بدعوى أنهما ليس لديهما اعتمادات من أجل تغطية الألعاب، واشترطت على الطاقمين الذهاب إلى وهران وإحضار الإعتمادات من أجل تسلم المعدات، عكس باقي الوفد الإعلامي المغربي الذي رفضت السلطات الجزائرية ولوجه أراضيها واحتجزته في المطار قبل عودتهم إلى المغرب عبر تونس. وكشفت ذات المصادر أن الصحفيين الذين عادوا إلى تونس من المنتظر أن يعود الفوج الأول منهم إلى المغرب غدا السبت ويتبعه الفوج الثاني لاحقاً. وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام الجزائري قد روجت في الساعات القليلة الماضية أن سبب رفض السلطات الجزائرية حضور مجموعة من الإعلاميين المغاربة لتغطية الألعاب المتوسطية المقامة في وهران راجع بالأساس إلى أنهم "جواسيس". من جهتها، قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إنها تابعت باستغراب كبير ما تعرض له مجموعة من الزملاء الصحافيات والصحافيين المغاربة، بمطار وهرانالجزائري، من مضايقات واستفزازات مجانية، ومعاملة تستهدف الحط من الكرامة، من طرف أجهزة امنية جزائرية، بدءا من الاستنطاقات ذات الطبيعة المخابراتية، ومرورا بالاحتجاز بالمطار في ظروف قاسية، ولمدة تجاوزت 24 ساعة، ونهاية بمنعهم من الدخول وترحيلهم إلى تونس، دون مبررات قانونية أو تنظيمية. واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بلاغ لها توصل "الأول" بنسخة منه ما وقع ممارسة تحمل رسائل سلبية وبالغة الخطورة، فالوفد الصحافي المغربي توجه إلى الجزائر للقيام بمهام مهنية، في إطار تغطية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي يشارك فيها المغرب بوفد رياضي كبير يغطي مختلف الرياضات، ولم يضم الوفد الصحافي سوى زملاء حاصلين على بطاقة الصحافة المهنية، التي تحدد هويتهم المهنية الواضحة، كما أنهم أعضاء في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أو أعضاء في هيآت و تنظيمات مهنية وطنية إعلامية مهتمة بالشأن الرياضي، و اتخذوا جميع الترتيبات الإدارية والتقنية المطلوبة في مثل هذه التظاهرات، و لم يكن هناك أي مبرر لهذا التصرف المشين الذي يكشف عن خلفيات سياسية بغيضة. وأضاف بلاغ النقابة أن السلطات الأمنية الجزائرية تذرعت في بداية الأمر بعدم استنفاد الإجراءات الإدارية، وبعدما تم تجاوز هذا بعدما تبين تهافت هذا الدفع، وبعد تدخلات الجهة المنظمة والمصالح القنصلية، عادت السلطات الأمنية الجزائرية إلى القول بأن الوفد يتكون من أشخاص ليسوا صحافيين، بخلاف الواقع والمستندات الثبوتية الواضحة للانتماء المهني للزميلات والزملاء. واستهجنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية هذا التبرير البئيس حيث أضحت السلطات الأمنية الجزائرية هي من تحدد الصحافي المهني وليست الوثائق والتنظيمات المهنية. ونددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بهذا السلوك الذي يكشف عن أبشع مظاهر التضييق على حرية الصحافة، وتمثل عدوانا على الصحافيين المغاربة، يسمه التمييز والانتقائية، مادام مقتصرا على الصحافيين المغاربة دون سواهم. ويفضح إرادة العداء الجزائري الرسمي تجاه المغرب والمغاربة، حيث تحرص السلطات الجزائرية على انتهاز الفرص لتجسيد هذا العداء وتصريف الحسابات السياسية الضيقة.