Reuters تراجعت قيمة عملة بيتكوين، الاثنين، بعدما جمدت منصة سيلزيوس، وهي شركة أمريكية لإقراض العملات المشفرة، عمليات السحب والتحويلات مرجعة ذلك إلى "ظروف صعبة"، في أحدث علامة على اضطراب سوق المال الذي ضرب عالم العملات الرقمية. وتسبب إجراء سيليزيوس في تراجع في العملات الرقمية، إذ انخفضت قيمتها إلى ما دون تريليون دولار للمرة الأولى منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وهو ما أدى تراجع بمقدار 14 في المئة في البيتكوين، أكبر العملات الرقمية. وبعد إعلان سيليزيوس بلغت بيتكوين أدنى مستوياتها منذ 18 شهرا إلى نحو 23،924 دولارا. أما عملة إيثير - التي تعد العملة الثانية - فتراجعت بنسبة 18 في المئة إلى 1176 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ يناير/كانون الثاني من عام 2021. وهبط سوق العملات الرقمية في الأسابيع الخمسة الأخيرة، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم والذي أضر بالأصول الأخطر في أسواق المال. كما ساهم انهيار عملتي تيرا ولونا، في مايو/آيار الماضي في تذبذب سوق العملات الرقمية. يقول جوزيف إدوارد، رئيس الاستراتيجية المالية في شركة سولرايس لإدارة الصناديق المالية: "لا زلنا في مرحلة غير مريحة، وهناك خطر من العدوى المحيطة بالعملات الرقمية على نطاق واسع". تقدم منصة سيليزيوس منتجات تحمل فائدة للعملاء الذين يقومون بإيداع العملات المشفرة في نظامها الأساسي، ثم يقرضون هذه العملات لكسب عائد. * العملات الرقمية: ما هي عملة "البيتكوين"؟ * العملات الرقمية: مشاورات في بريطانيا لإطلاق عملتها الخاصة وقالت الشركة في تدوينة لها إنها جمدت عمليات السحب والتحويلات بين الحسابات "لتثبيت السيولة والعمليات بينما نتخذ خطوات للحفاظ على الأصول وحمايتها". وقالت الشركة التي تتخذ من نيوجيرسي مقراً لها: "نتخذ هذا الإجراء اليوم لوضع سيليزيوس في وضع أفضل للوفاء بالتزاماتها بالانسحاب بمرور الوقت". منطقة رمادية تقول وكالة رويترز للأنباء إن تزايد الاهتمام بالإقراض بالعملات المشفرة أدى إلى مخاوف من المنظمين، وخاصة في الولاياتالمتحدة، الذين يشعرون بالقلق بشأن حماية المستثمرين والمخاطر النظامية من منتجات الإقراض غير المنظمة. ومنصة سيليزيوس وشركات العملات الرقمية التي تقدم خدمات تشبه البنوك تقع في "منطقة رمادية" فيما يتعلق بالشريعات، بحسب ما قاله ماثيو نيمان - الذي يعمل في شركة محاماة - :" هي ليست موضع أي تشريعات واضحة تتطلب توضيحات بشأن أصولها". وجمعت سيليزيوس 750 مليون دولار، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من مستثمرين من بينهم " كيس دو ديبو وبلاسمو دو كويبيك" ثاني أكبر صناديق المعاشات الكندية وقُيمت سيليزيوس بحوالي 3.25 مليار دولار في ذلك التوقيت. وفي 17 مايو/آيار بلغ حجم أصول سيليزيوس 11.8 مليار دولار، بحسب موقعها، أي انخفاض بأكثر من النصف مقارنة بأكتوبر،تشرين الأول الماضي، وتعاملت مع قروض تعادل 8.2 مليار دولار. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال ألكس ماشينسكي، المدير التنفيذي لسيليزيوس، إن المنصة تتوفر على أصول تفوق قيمتها 25 مليار دولار. وقال موقع الشركة، والذي يحث المستهلكين على "اكسب الكثير واقترض بتكلفة منخفضة"، إنه يقدم فائدة تصل إلى 18.6 في المئة. وعرض منصة نيكسو، المنافس لسيليزيوس، الاثنين شراء الأصول القائمة لسيليزيوس، ولكن الأخيرة لم ترد على عرض نيكسو.