أثار البرنامج الحكومي الذي قدمه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة جدلا كبيرا، بين مؤيد ومعارض لتفاصيل هذا البرنامج، ففي الوقت الذي يخاف فيه الكثير من المغاربة من مواصلة العثماني الإصلاح على طريقة ابن كيران، وعلى سبيل المثال ملف إصلاح صندوق المقاصة، يتضمن البرنامج الحكومي أيضا مجموعة من الأفكار المختلفة وليس فقط "المؤلمة". محمد بودن، المحلل السياسي، قال في تصريح ل"الأيام 24" أن برنامج حكومة العثماني، تضمن أفكار مختلفة، من قبيل أفكار طموحة "أبرزها المتعلق بمحور العلاقات الخارجية وقضايا المغرب العادلة، والملفات المرتبطة بصلاحيات ملكية، مثلا محور دعم الرؤيا الملكية في إفريقيا، وكذلك التوجهات الكبرى للمغرب وعلاقاته مع محيطه المتوسطي والعربي والأوروبي ومع القوى الكبرى.."، واصفا إياه بالمحور الطموح الذي يتضمن عددا من النقط المهمة. وأضاف أن هذا الطموح يظهر أيضا من خلال مجموعة من الأرقام التي جاءت في البرنامج الحكومي، من قبيل الرغبة في الوصول إلى ما بين 4.5 إلى 5.5 في المائة في معدل النمو، ثم تقليص البطالة عن المعدل السابق، وكذا من خلال بعض الأفكار المرتبطة باستراتيجيات كبرى في مجموعة من القطاعات كالتجارة والرقمي والفلاحة والسياحة والتعليم.. ويرى المتحدث نفسه، أن البرنامج الحكومي يتضمن أيضا أفكارا مؤلمة، وخصوصا في محور متعلق بمواصلة إصلاح صندوق المقاصة ورفع الدعم التدريجي عن بعض المواد كالدقيق والبوطان والسكر، مضيفا أنها "مواد استهلاكية والطلب عليها مرتفع في المغرب، وهذا ما سيؤثر على القدرة الشرائية لدى المغاربة"، واصفا إياها بالخطوة الصعبة على الرغم من أنها إصلاحية وستساهم في جوانب أخرى من خلال دعم مشاريع أخرى. وحسب بودن فإن البرنامج الحكومي يشمل أيضا أفكارا نمطية مرتبطة أساسا بنسخ ما هو موجود أصلا في الدستور المغربي وكذا في البرنامج الحكومي السابق، مضيفا "مثلا صون الحقوق وكرامة المواطن وتعزيز الحريات والمساواة هذه أمور منصوص عليها في الدستور وليس بالضرورة أن ينصّ عليها البرنامج الحكومي.. وهذا الأخير يجب أن يؤسس لالتزامات.."، مستطردا أن هذه الأفكار النمطية تتجلى أيضا في عدم وجود مدة زمنية محددة التي ستنجز فيها مشاريع الحكومة، بالإضافة إلى بعض الأولويات المؤجلة على مستوى موعد إنجازها. وأشار المحلل السياسي إلى أن البرنامج الحكومي شمل بعض الأفكار التي يمكن اعتبارها خيالية، والتي تتجلى في بعض الأرقام المرتبطة بتحقيق نسب معينة في بعض القطاعات، وأيضا على مستوى إقامة فضاءات رقمية في العالم القروي لتشجيع الشباب على تطوير الخدمات عن بعد، وهو ما يراه بودن حلما بعيد المنال، وخصوصا في ظل ما يعرفه العالم القروي من غياب البنيات التحتية المطلوبة.