طفت على السطح في الأونة الأخيرة عدة تحولات في العلاقة بين قيادتَي الجزائروتونس، آخرها تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال لقائه مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في روما، بحر الأسبوع الماضي، إذ أكد استعداد الجزائروإيطاليا لمساعدة تونس على الخروج ممّا وصفه ب"المأزق"، ولأجل ما اعتبره "العودة إلى الطريق الديمقراطي". وعرج الرئيس الجزائري خلال تصريحه على الوضع السياسي في تونس، قائلا "نتقاسم مشكلات تونس، مستعدّون للمساعدة لكي تخرج من المأزق الذي دخلت فيه، وترجع إلى الطريق الديمقراطي"، وهو ما يمثل تحولًا كبيرا في موقف تبون ممّا يحصل في تونس منذ 25 يوليوز الماضي.
ويُفهم من كلام الرئيس تبون تحولا في موقف النظام الجزائري ممّا حصل في تونس منذ 10 أشهر، إذ عرفت الجارة الشرقية انقلاب الرئيس قيس سعيّد على الدستور ومؤسسات الدولة، الذي بمقتضاه حلَّ البرلمان وعدة هيئات دستورية، بما في ذلك هيئة الانتخابات ومجلس القضاء الأعلى، وأقال الحكومة وعطّل العمل بالدستور وأقرَّ العمل بالمراسيم.
ويعتقد كثيرون أن تصريح عبد المجيد تبون، يوضح عدم رضاه ممّا يحصل في تونس من تطورات سياسية، فوصف الوضع السياسي الذي تعيشه تونس ب"المأزق"، والحديث عن ضرورة "عودة تونس إلى الطريق الديمقراطي" يعني عدم رضا الجزائر على مايقع في تونس.
مؤشرات تحول الموقف الجزائري ممّا يحصل في تونس لا تتوقف هنا، إذ تراجعت في الأشهر الأخيرة زيارات وزير الخارجية الجزائريلتونس رمطان لعمامرة، إذ لم يَزُر لعمامرة تونس منذ زيارة الرئيس الجزائري منتصف دجنبر الماضي.
كما يستنتج كذلك من التغيُّر ما تواصل من غلق الجزائر لحدودها البرّية مع تونس رغم انتفاء سبب ذلك، فقد جاء قرار غلق الحدود لأسباب صحية في ظل تفشّي وباء كورونا في البلدَين، ومع انتهاء أزمة كورونا لم يعد هناك سبب ظاهري لبقاء الحدود مغلقة.
ينضاف إلى هذا التغيير، اعتذار الجزائر عن تزويد تونس بكمّيات إضافية من الغاز، واكتفت بالإيفاء بالتزاماتها التعاقدية وفقًا للاتفاقات المبرمة، وبررت الجزائر ذلك بوجود إشكالات تقنية تحول دون زيادة الإمدادات إلى تونس، لكنها في الوقت ذاته أبدت استعدادها لزيادة إمدادات الغاز نحو إيطاليا وأوروبا، ما يعني أن الرفض مدروس وله رسائل.