أكيد ان توضيح العلاقة والتماهي بين الانفصال والإرهاب سيعزز الموقف المغربي في النزاع الذي تغذيه الجزائر حول الصحراء المغربية، خاصة وأن لدى المغرب العديد من الأوراق التي تؤكد تورط جبهة "البوليساريو" الانفصالية وحاضنتها الجزائر مع الجماعات الارهابية، وفي عجالة يمكن ان نذكر 3 او 4 وقائع: اولا: تحول ابو الوليد الصحراوي من عضو وقيادي في "البوليساريو" الى زعيم تنظيم إرهابي في الساحل والصحراء؛ ثانيا: اختطاف 3 متطوعين اوربيين للعمل الإنساني في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري سنة 2011 من طرف تنظيم القاعدة الارهابي؛ ثالثا : تأكيد التحقيقات الفرنسية أن الجيش الجزائري متورط مع الجماعات المسلحة GIA في اختطاف وذبح 7 رهبان فرنسيين سنة 1996 وهي الحادثة المعروفة ب "رهبان تبحرين"؛ رابعا: ويكليكس كانت قد كشفت عن مراسلات للسفارة الأمريكية في الجزائر ما بين 2009 و 2013 ، تؤكد تشجيع المخابرات العسكرية الجزائرية لتنظيم "الموقعون بالدم " الذي كان يراسه المختار بلمختار، على مهاجمة المصالح المغربية في الصحراء المغربية، وذلك في إطار صفقة تم ابرامها بين التنظيم الإرهابي والدولة الجزائرية عقب اختطاف تسعة دبلوماسيبن جزائريين منهم القنصل الجزائري في مدينة غاو بجمهورية مالي. خامسا: محاكمة الجنرال آيت واعرابي سنة 2015، كشفت عن تورطه مع التنظيمات الارهابية، وما كان لتلك المعطيات ان تظهر للوجود لولا صراع الأجنحة داخل الجيش الجزائري الذي اطاح بالجنرال آيت واعرابي. أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء بمراكش، الروابط الخبيثة القائمة بين الإرهاب والانفصالية، معتبرا أنهما يشكلان "وجهين لعملة واحدة".
وقال بوريطة، في كلمته الافتتاحية بمناسبة الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، إن "الانفصالية والإرهاب غالبا ما يكونان وجهين لعملة واحدة".
وحذر، في هذا السياق، من أن "نزعة مثيرة للقلق، تطورت دون أن تسترعي الانتباه اللازم، وهي الصلة بين الإرهاب والانفصالية".
وتابع بوريطة بالقول إن "التواطؤ على سيادة واستقرار الدول، بالإضافة إلى تضافر الوسائل المالية والتكتيكية والعملية، يفضي إلى إفراز تحالف موضوعي بين الجماعات الإرهابية ونظيرتها الانفصالية".
وأوضح أن هذا المعطى قد تأكد من خلال تزايد عدد الأفراد الذين تحولوا من جماعات انفصالية إلى جماعات إرهابية أو العكس، مشيرا إلى أن " من يمول ويأوي ويدعم ويسلح الانفصالية يساهم، في الواقع، في انتشار الإرهاب ويقوض السلم والأمن الإقليميين".
وحذر بوريطة، خلال هذا الاجتماع الذي عرف حضور أزيد ممثلي أزيد من 80 بلدا ومنظمة دولية، من أن تشجيع الانفصال يعد بمثابة تواطؤ مع الإرهاب.
وينعقد الاجتماع الأول للتحالف العالمي ضد داعش في إفريقيا ، اليوم الأربعاء بمراكش، بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكين.
وخلال هذا الاجتماع، يستعرض وزراء التحالف المبادرات المتخذة، في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات داعش، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي في مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
ويعكس استقبال المغرب لهذا الحدث الدولي الهام، الثقة التي تحظى بها المقاربة المتفردة التي طورتها المملكة، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
كما يؤكد هذا الاجتماع الالتزام الثابت للمغرب بالتنسيق الوثيق مع شركائه لاستئصال التهديد الذي تشكله داعش، وذلك بهدف تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذا التصدي للإرهاب والتطرف في القارة.