وجّه تقرير، أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة الذي رفعه إلى مجلس الأمن، حول نزاع الصحراء، ضربة موجعة للبوليساريو، إذ أنه على الرغم من أنه لم يتضمن عبارات صارمة، إلا أنه يؤكد أن غوتيريس يشعر بالامتعاض من موقف الجبهة وخصوصا أنه لا يزال في بداية مهمته. وقال المحلل السياسي، تاج الدين الحسيني في تصريح ل"الأيام 24"، إن تقرير الأمين العام يبقى متوازنا ويتجه نحو الحفاظ على الوضع القائم، مشددا على أنه يكل نوعا من المكاسب الدبلوماسية للمغرب، إذ يعطي انطباعا بأن غوتيريس يشعر بالامتعاض من البوليساريو. ويظهر ذلك جليّا، حسب الحسيني، عندما عبّر عن ارتياحه وتقبله بشكل إيجابي لموقف المغرب من خلال الانسحاب الانفرادي من الكركرات،لأن انسحاب المغرب جاء بشكل فوري أي مباشرة بعد أقل من يوم من مطالبة الأمين العام للطرفين من الانسحاب من المنطقة. وأضاف المتحدث نفسه أن التقرير، في نفس الوقت، يشير إلى أن موقف البوليساريو مخيب للأمال، وفيه نوع من الامتعاض يشعر به غوتيريس، الذي بدأ مشواره في هذه المهمة التي تتعلق بحفظ الأمن والسلام، في حين قوبل بعدم الاستجابة من طرف الجبهة، مضيفا أن لهجة الأمين العام في طريقة تعامله مع البوليساريو لم تكن فيها نوع من الصرامة المطلوبة، أو عبارات القلق والإدانة أو الأمر بكيفية صارمة مغادرة الكركرات، بل "يحظ البوليساريو" على الانسحاب. وتابع أن التقرير يجب أن يكون له ما بعده، لأن اجتماع مجلس الأمن يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذا التطور، لمطالبة البوليساريو بلهجة أكثر صرامة من الانسحاب من هذه المنطقة، بل وفرض عقوبات عليها. وخصوصا، يضيف الحسيني، أن التقرير يصف المناطق العازلة الشرقية بالمناطق غير الآمنة، وهي مناطق تعبث فيها الجبهة، مضيفا أن غياب الأمن يفرض على مجلس الأمن اتخاذ قرارات أكثر صرامة في حق البوليساريو. وسجّل المحلل السياسي، أن هناك تطور إيجابي في التقرير، لأنه لم يذهب إلى ما طالبت به بعض الدول في مجلس الأمن، من قبيل عدم تجديد ولاية بعثة المينورسو إلى سنة إضافية، كما طالب بجولة جديدة من المفاوضات، للتوصل إلى حل سياسي، مضيف أنه تم الحديث فعلا عن مسألة تقرير المصير، إلا أن المفاوضات هي التي ستفرض شكل تقرير المصير الذي سيخضع له السكان، مع العلم أن مجلس الأمن اعترف بأن المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي، يبقى هو المقترح الجدي والموضوعي.