كشفت صحيفة "إلموندو" الإسبانية في تقرير لها عن قيمة العقد الذي يربط المغرب وإسبانيا بهدف توريد الغاز الطبيعي عن طريق الاستخدام العكسي لأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي. وأكدت الصحيفة أن قيمة العقد السنوية لا تتجاوز 10 ملايين أورو، ويشمل استخدام البنى التحتية التي تتوفر عليها مدريد في مجال تخزين هذه المادة وتحويلها، مما سيضمن للمغرب أمنه الطاقي عن طريق استغلال المنشآت الإسبانية ذات القدرات الكبيرة والتي تمكن من تحويل الغاز المسال إلى الحال الغازية قبل نقله بشكل عكسي عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي.
وقررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، إذ ستكون الرباط قادرة على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتسليمه إلى إسبانيا حيث يتم إعادة تحويله إلى غاز قبل نقله إلى المغرب عبر خط الأنابيب.
فيما هدّدت الجزائر بفسخ عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا إلى أعادت تصديره للمغرب، حيث قالت وزارة الطاقم والمناجم الجزائرية في بيان إن "أيّ كمية من الغاز الجزائري مصدّرة إلى إسبانيا تكون وُجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستُعتبر إخلالاً بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان".
ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا يأتي من الجزائر في الربع الأول من هذا العام مقارنة بأكثر من 40 بالمئة عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية. ويتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر "ميد غاز" الذي يربط بين البلدين مباشرة.